وفي حديثِ المُتَظاهرتَين في (بابِ الفُرقةِ): «قد جاءَت مَنْ فَعلَ منهُنَّ بعظيمٍ» كذا لهم هنا، ولابنِ السَّكن:«خابت»[خ¦٢٤٦٨] بالخاء من الخَيبة، وصوابُ الكلَام ووجهُه الأوَّلُ، وفي غيرِ هذا الباب:«خابَت»[خ¦٥١٩١] بالخاء أيضاً، وليس فيه:«بعظيمٍ»، ووجهُه بيِّنٌ صحيحٌ.
وفي حديثِ الهجرة:«هذا أبرُّ ربَّنا وأَطهَرْ»[خ¦٣٩٠٦] كذا لكافَّة الرُّواة، وعند المستملي:«أبرُّ ديناً وأظهَرْ»، وهو تصحيفٌ يبَيِّنه ما قبلَه، والأوَّلُ الصَّوابُ.
وقوله في (باب مَن تَقَرَّبَ إليَّ شبراً): «وإذا تَلقَّاني بِباعٍ جئتُه بِأَسرَعَ» كذا لابنِ ماهانَ والفارسيِّ، وعند العُذريِّ:«جئتُه أتيتُه بأسرعَ» كذا عنده، قيل: لعلَّه: بِباعٍ حثيثٍ أتيتُه بأسرَعَ، والظَّاهرُ أنَّها لفظةُ بدلٍ من الأخرى، جمَعَهما الخطُّ غَلَطاً.
وقوله:«كان مَن كان قبلَكم يُحفَرُ له في الأرضِ، فيُجعَلُ فيه، فيُجاءُ بالمنْشارِ، فيُوضعُ على رأسِه»[خ¦٣٦١٢] كذا للرُّواةِ، وعند الأصيليِّ:«فُتُحاً بالمنْشار» بضمِّ الفاء وضمِّ التَّاء باثنتَين فوقَها، وجاء مُنوَّناً مُهملاً، والفُتُحُ البابُ الواسعُ، ولكن ليس هذا موضعَه، ولا يستقِلُّ الكلامُ به، والصَّوابُ الأوَّلُ، وهذا تصحيفٌ.
فصل أسماء المواضِع في هذا الحرف
(جَمْع)[خ¦١٦٦٥] بفتحِ الجيمِ: هي المزدلفةُ، سُمِّيت بذلك؛ للجَمع فيها بين العِشاءين، قال ابنُ حَبيب: هي جمع، والمزدلفة، وقُزَح، والمشعَر الحرام.
(الجَمْرَة)[خ¦١٢٤] معروفةٌ، وهي موضِع رميِ الجِمار بمكَّة، وهي ثلاثُ جمَرات، والجَمرة الكبرى بالعقَبة، وطرَفها أقصى منًى، وسُمِّيت الكبرى؛ لأنَّها تُرمَى يوم النَّحر، قاله الدَّاوديُّ.
(الجعِرَّانَة)[خ¦١٧٧٨] أصحابُ الحديث يقولونه بكسرِ العين وتشديدِ الرَّاء، وبعضُ أهلِ الإتقان والأدبِ يقولونه بتخفِيفها ويخطِّئون غيرَه، وكلاهما صوابٌ مسموعٌ، حكى القاضي إسماعيلُ بنُ إسحاقَ عن عليِّ بنِ المَدينيِّ: أنَّ أهلَ المدينة يقولونَه فيها وفي الحُديبِيَّة بالتَّثقيل، وأهلُ العِراق يخفِّفونَهما، ومذهبُ الأصمعيِّ في الجِعْرَانَة التَّخفيفُ، وحكى أنَّه سمِع من العرب من يثقِّلُها، وبالتَّخفيف أتقَنها الخَطَّابيُّ،