في حَرفِ العَينِ الخلاف في (عمر) و (ابن عمر) فانظُرْه هنالك.
وفي قِراءَة الجُمعَةِ:(جعفر بن محمَّدٍ عن أبيه عن ابن أبي رافعٍ) كذا لهم عن مُسلمٍ، وسقَط:(ابن) عند أبي عليٍّ عن العُذريِّ، وفي بعضِ رِواياتِ ابنِ ماهانَ، وإثباتُه الصَّوابُ، وهو عبيدُ الله بنُ أبي رافعٍ مولَى النَّبيِّ ﷺ، وكذا جاء مُسمًّى في حَديثِ قُتيبَةَ بعدُ.
البَاء مع الصَّادِ
١٩٠ - (ب ص ر) قوله في حَديثِ الخَوارجِ: «فلا يرَى بَصيرةً» بفَتحِ الباء هو الدَّمُ كما بيَّنه في الحديثِ الآخَرِ بقَولِه: «سبَقَ الفَرْثَ والدَّمَ»[خ¦٣٦١٠]، وأصلُه الدَّمُ يستَدِير على الأرضِ، ومنه قيل للتُّرْسِ بَصِيرةٌ لاستدارته، وأَبصَرتُ الشَّيءَ أُبصِره إبصاراً، وبَصُرتُ به وبَصُرَ عيني كذا بالضَّمِّ فيهما، كلُّه إذا نظَرت إليه بغير مانعٍ له من عَينِيك، والاسمُ منه البَصَر، وبه سُمِّيت العين، وتجمَع أبصاراً، وأبصر واستبصر من البَصيرةِ، وهو المُتيقِّن للشَّيء والمُعتَقد لصِحَّته، إبصاراً بالكَسرِ أيضاً واستِبْصاراً منه.
وقوله:«ومنهم المُستَبْصِرُ» أي: الدَّاخل في أمرِهِم عن عَمْد وقَصدٍ واستبانةٍ له بزَعمِه، وقد تكرَّرت هذه الألفاظُ وتصرفت في الحَديثِ، فأقِرَّ كلَّ حرفٍ منها على صِحة معناه في بابه.
وقوله:«بَصُرَ عينايَ وسَمِعَ أُذُنايَ رسولَ الله ﷺ» كذا للطَّبريِّ بضمِّ الصَّاد على الفِعْل الماضي في حَديث «وسَمِع» كذلك بكَسرِ الميمِ، وكذا عند القاضي أبي عليٍّ وعند الأَسديِّ عن العُذريِّ وغَيرِه:«بصَرُ» بفَتحِها وضم الرَّاء على الاسمِ و «عَيْني» على الإضافَةِ، وكذلك:«سَمْع» عنده بسُكون الميمِ.
ووقَع عند غيرِه للعُذريِّ في حديث جابرٍ الطَّويلٍ مثل ما لغَيرِه في الحديثِ الأوَّلِ، ولغَيرِه مثل ما له هنالك.