ثبتَتْ هذه اللفظةُ للقابسيِّ وأبي ذرٍّ، وسقطَتْ لغيرِهما، وذكرَها التِّرمذيُّ في الحديثِ، وفسَّرَها بالسُّمِّ.
٥٧٥ - (خ ب ر) وقوله: «نهى عن المخابرةِ» وهي المزارَعةُ على الجزءِ ممَّا تُخرِجُ الأرضُ، والخُبرة بالضَّمِّ: النَّصيبُ، والخِبار والخَبْراءُ: الأرضُ الليِّنةُ، وقيل: سُمِّيَتْ من خيبرَ لمعاملةِ النَّبيِّ ﷺ إيَّاهم على الجزءِ من ثمارِها، فقيل: خابرَهم ثمَّ تنازعوا فنُهوا عنها، ثمَّ جازَتْ بعدُ، وهذا قولُ ابنِ الأعرابيِّ، وغيرُه يأباه ويقولُ: إنَّها لفظةٌ مستعملةٌ، و «الأكَّار»[خ¦٤٠٢٠] يقالُ له: الخبيرُ؛ لعملِه في الأرضِ، والبيتُ يقالُ له: الخبيرُ أيضاً.
وجاءَ في مسلمٍ من بعضِ طرُقِه:«نهى عن الخَبْر» بفتحِ الخاءِ وسكونِ الباءِ، كذا قيَّدْناه من طريقِ الطَّبريِّ، وعندَ ابن عيسى بضمِّ الخاءِ، وعن غيرِهما بكسرِ الخاءِ، وهو من المخابَرةِ، وبالفتح ذكرَه صاحبُ «العين»، وبالوجهَين قيَّدْناه في كتابِ أبي عُبيدٍ.
وفي حديثِ عمرَ:«ما أحبُّ أن أَخْبُرَهُما»، ويُروَى:«أختَبِرَهما»؛ يعني الأختَين، كنايةٌ عن الوطْءِ لهما. وقوله:«أتيناه نستَخبِرُه»[خ¦٤١٨٩] أي: نسألُه عن خبرِ النَّاسِ.
٥٧٦ - (خ ب ط) وقوله: «حتَّى أكلْنا الخَبَطَ»[خ¦٤٣٦١]، و «دقيقاً وخَبَطاً»، و «نختَبِطُ بقِسِيِّنا»، «لا نختَبِطُ شجرَها»، و «اختبَطْنا»«الخَبَطُ» بفتحِ الخاءِ والباءِ: وَرَقُ السَّمُرِ، واختبَطَ: ضَربَ بالعصا ليسقطَ، واختبَطْناه: فعَلْنا ذلك به، و «تَخبِطُ وجهَهُ بأخفافِها»[خ¦٦٩٥٨] أي: تضرِبُه في وطئِها إيَّاه.
٥٧٧ - (خ ب ل) وقوله: «من طِينةِ الخَبال» بفتحِ الخاءِ وتخفيفِ الباءِ بواحدةٍ، فسَّرَه في الحديثِ بعُصارة أهلِ النَّارِ في النَّار، وبصديدِهم، وبعَرَقِهم، يَحتمِلُ تسميتَها:«طِينةَ الخَبالِ» لأنَّها من فسادِ أجسامِهم؛ لأنَّ أصلَ الخَبالِ الفسادُ في كلِّ شيءٍ.
فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ في هذا الحرف
في حديثِ السَّقيفةِ:«وكان من خبَرِنا يومَ تُوفِّيَ رسولُ الله ﷺ» * [خ¦٦٨٣٠] كذا للكافَّةِ بباءٍ بواحدةٍ، ووقعَ في كتابِ عبدوسٍ والمستملي:«خَيْرِنا» بياءٍ باثنتَين تحتَها