للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

حقّاً» [خ¦١٩٧٤] الزَّوجُ يقَع على الذَّكر والأنثى، وهي لغةُ القُرآنِ، وقيل في الأنثى: زَوْجة أيضاً، والزَّوجُ في اللُّغة: الفَردُ، والاثْنانِ زَوْجان.

وقوله: «مَن أنفَق زَوجَين في سَبيلِ الله» [خ¦١٨٩٧] قال الحسَن البَصريُّ: يعني اثنَينِ: درهَمين، دينارَين، ثوبَين، وقال غيرُه: يريدُ شيئَين: دِرهماً ودِيناراً، دِرْهماً وثوباً، وقال الباجيُّ: يحتَمِل أنْ يُرِيد بذلك العملَ من صَلاتَين أو صِيامِ يَومَين.

وقوله: «وأعْطاني من كلِّ رائحةٍ زَوْجاً» [خ¦٥١٨٩]، قيل: اثنَين، وقد يقَع الزَّوج على الاثْنين كما يقَع على الفَردِ، وقيل: الزَّوجُ الفردُ إذا كان معه آخَر، وقيل: إنَّما يقَع على الفَردِ إذا ثُنِّيَ، كما قال تعالى: ﴿زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ﴾ [هود: ٤٠]، ويحتَمِل أنْ يُرِيدَ أنَّه أعطَاها من كُلِّ رائحةٍ صِنفاً، والزَّوجُ: الصِّنفُ، وقد قيل ذلك في قولِه تعالى: ﴿وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً﴾ [الواقعة: ٧]، أو من كلِّ شيءٍ شِبْه صاحِبِه في الجَودةِ والاختِيارِ، وقيل ذلك في قولِه تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ﴾ [يس: ٣٦] أي: الأشْباه، ويكون الزَّوجُ: القرِينُ أيضاً، وقيل ذلك في قولِه تعالى: ﴿وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ﴾ [الدخان: ٥٤]، ومثلُه قولُه: «زَوْجَتَانِ في الجنَّةِ» [خ¦٣٢٤٥] أي: قَرِينان؛ إذ ليس في الجنَّةِ تَزوِيج ومُعاقَدة.

٩٧٣ - (ز و ر) قوله: «إنَّ لزَوْرِك علَيك حقَّاً» [خ¦١٩٧٤] أي: أضْيافِك، جمعُ زائر، مثلُ راكبٍ ورَكْبٍ، وكذلك قولُه: «أتانا زَوْر»، وكلُّه بفَتحِ الزَّاي، والواحدُ والجميعُ فيه بلَفظِ واحدٍ، وقيل: إنَّ الزَّور المَصدرُ سُمِّي به الزَّائرُ، كما قالوا: رجُل صَومٌ وعَدلٌ، ورِجال صَومٌ وعَدلٌ، قال الشَّاعرُ:

فهُمُ رِضًى وهم عَدْلٌ

وقوله: «زَوَّرتُ في نَفسِي مَقالَة» [خ¦٦٨٣٠] أي: هيَّأتُها وأصلَحْتها، وقيل: قوَّيتها وشدَدْتها، ومعناهما قَريبٌ؛ أي: زوَّر ما يقوله وأعدَّه.

وقوله: «هذا الزُّورُ»، و «شَهادَةُ الزُّور» [خ¦٢٦٥٤]، و «قولُ الزُّور» [خ¦١٩٠٣]، كلُّه بضمِّ الزَّاي؛ أي: الكَذِبُ والباطلُ في قَولٍ أو فِعلٍ.

وقولُه: «كلَابِس ثَوبَي زُورٍ» [خ¦٥٢١٩] من ذلكَ؛ أي: ثَوبَي باطلٍ، واختُلِف في معناه؛

<<  <  ج: ص:  >  >>