لكنَّ البُخاريَّ قد ذكَر الأنصارَ تقدَّموا بكَتِيبَتِهم فإذا كان هذا أيضاً فتصِحُّ روايةُ البُخاريِّ: أن النَّبيَّ جاء بكَتِيبَة بخَواصِّ أصْحابِه من المُهاجرين، وهم أقلُّ من تلك القبائلِ والكتائبِ كلِّها بغيرِ شَكٍّ؛ لأنَّه قدَّم الكتائبَ أمامَه وبقِيَ في خاصَّةِ أصْحابِه، فيكون أقلُّ لأجل العَدَد وإلَّا فكتِيبَتُه الَّتي كان فيها هو على ما ذكَره أهلُ السِّير، كانت أعظمَ الكتائب وأفخَمِها، وقد تكفَّرتْ في الحديدِ، فيها المهاجرُون والأنصارُ.
وفي أيَّام الجاهِليَّة في حَديثِ القَسامة:«فكتَب إذا شَهِدْتَ المَوْسِمَ» كذا لهم، وعند أبي ذَرٍّ لغير أبي الهيثَمِ:«فكُنْتَ»[خ¦٣٨٤٥] بالنُّون، وهو وهمٌ.
وفي حَديثِ الجَسَّاسَةِ:«ما بَينَ رُكْبَتَيه إلى كَتِفَيه بالحَدِيدِ» كذا في نُسخَةٍ عن ابنِ ماهانَ، ولغَيرِه:«كَعْبَيهِ»، وهو الوَجهُ.
الكَاف مع الثَّاء
١٠٥٢ - (ك ث ب) قوله: «كُثُبٌ»[خ¦٤٨٤]، و «عند الكَثيبِ الأَحْمرِ»[خ¦١٣٣٩]، الكَثِيبُ: قِطعَةٌ من الرَّمل مستطِيلةٌ مُحدَوْدِبَة، والكثيبُ من الرَّملِ شِبه الرَّبوةِ من التُّرابِ، وجمعُها كُثُب بالضَّمِّ، وكلُّ مجتَمع من طعامٍ أو غيرِه إذا كان قليلاً فهو كُثبَة بخلاف المفتَرق، ومنه:«فحَلَب فيه كُثْبَةً من لَبَنٍ»[خ¦٢٤٣٩] بضمِّ الكافِ؛ أي: قليلاً منه جمَعَه في إناءٍ، قيل: قَدْر حَلْبةٍ، و «يَعْمِدُ أحَدُكم إلى المُغِيبَة فيَخْدَعُها بالكُثْبَة» أي: بالقَليلِ من الطَّعامِ، وجمعُ هذا كثَب بالفَتحِ.
١٠٥٣ - (ك ث ث) قوله في صِفَته ﵇، وفي حَديثِ ذي الخُوَيصِرَة:«كَثَّ اللِّحْيَة»[خ¦٣٣٤٤] بفَتحِ الكافِ، هو أن تكون غيرَ دَقيقَةٍ ولا طَوِيلةٍ، وفيها كَثافَة واستِدارَة.