وذكر الدَّاوديُّ: أنَّ الرِّوايةَ فيه عندَه: «ونَوًى لأهلِ الإسلامِ» مفتوحٌ مقصورٌ، وهو وهمٌ لا يصِحُّ.
وقوله:«لا نَوءَ» وكذا من أمرِ الجاهليَّةِ، وذَكَر «الأنواءَ»[خ¦٣٨٥٠]، و «من قالَ: مُطِرنا بنَوءِ كذا» النَّوءُ عندَ العربِ: سقوطُ نجمٍ من نجومِ السَّماءِ والمنازلِ الثَّمانيةِ والعشرينَ؛ وهو مغيبُه بالمغربِ معَ طلوعِ الفجرِ، وطلوعِ مقابلِه حينئذٍ من المشرقِ، وعندَهم أنَّه لا بُدَّ أن يكونَ مع ذلك لأكثرِها نَوْءٌ من مطرٍ أو رياحٍ عواصِفَ وشبهِها، فمنهم مَنْ يجعلُه لذلك السَّاقطِ، ومنهم مَنْ يجعلُه للطَّالعِ؛ لأنَّه هو الذي ناءَ؛ أي: نهَضَ، فينسُبون المطرَ إليه، فنفى النَّبيُّ ﷺ صحَّةَ ذلك، ونهى عن اعتقادِ ذلك، وقوله:«وكفَّرَ فاعلَه» لكنِ العلماءُ اختلَفوا في ذلك، وأكثرُهم على أنَّ النَّهيَ والتَّكفيرَ لمن اعتقدَ أنَّ النَّجمَ فاعلُ ذلك، دونَ مَنْ أسندَه إلى العادةِ، ومنهم من كرِهَه على الجملةِ كيفَ كانَ لعمومِ النَّهيِ، ومنهم من اعتقدَ في كفْرِه كفْرَ النِّعمةِ. وقد تقصَّينا الكلامَ فيه في غيرِ هذا الكتابِ، وذكرنا منه شيئاً في حرفِ الكافِ.
١٤٤١ - (ن و ب) قوله: «من نابَه شيءٌ في صلاتِه»[خ¦١٢١٨] أي: نزلَ به واعترَاه.
وقوله:«ولنوائبِه» أي: لحوائجِه التي تنزِلُ به، ولوازمِه التي تحدُثُ له.
وقوله:«ينتابون الجمعةَ»[خ¦٩٠٢] أي: ينزِلونَ إليها ويأتونَها عن بعدٍ ليسَ بالكثيرِ، قيل: ربَّما يكونُ على فرسخَينِ أو ثلاثةٍ، والنَّوَبُ بالفتحِ: البُعْدُ، وقيل: القُرْبُ.
وقوله:«فكانت نَوبَتي» * [خ¦٣١٠٠] بفتحِ النُّونِ؛ أي: وقتي الذي يعودُ إليَّ فيه ما تَناوبْناه، ويَنتابُني مثلُه.
وقوله:«وكنَّا نتناوبُ النُّزولَ»[خ¦٢٤٦٨] منه، وقد فسَّرَه عمرُ بأنَّه ينزِلُ هو وقتاً وينزِلُ جارُه وقتاً. و «يتناوبُ رسولَ الله ﷺ … نفرٌ منهم»[خ¦٥٦٧] أي: نجعلُه بينَنا أوقاتاً معلومةً وأيَّاماً محدودة، لكلِّ واحدٍ منَّا يتكرَّرُ عليه.