٥٦٦ - (ح ي ص) قوله: «حاصُوا حَيْصَةَ حُمُرِ الوَحشِ»[خ¦٧] بصادٍ مهملةٍ؛ أي: نفَروا وكرُّوا راجِعين، وقيل: جالُوا، وهو بمعنًى، وفي الحديثِ الآخَر:«فحاصَ المسلمونَ حَيصَةً» أي: رجَعوا وجالُوا مُنهَزِمين، وجاضَ -بالجيم والضَّاد المعجمة- مثلُه عند الأصمعيِّ، وقال أبو زيدٍ: جاضَ: عَدَل، وحاصَ: رجَع.
٥٦٧ - (ح ي ض) قولها: «فأخَذتُ ثيابَ حِيضَتي»[خ¦٢٩٨] ضبَطناه عن شيوخِنا المتقِنين بكسرِ الحاء؛ لأنَّ المرادَ هنا الحالةُ التي هي فيها بحُكمِ الحائض.
قوله:«إنَّ حَيضتَكِ ليست في يدِك» كذا ضبَطه الرُّواة والفُقهاءُ بفتحِ الحاء، وزعَم أبو سليمانَ الخَطَّابيُّ أنَّ صوابَه بكسرِ الحاء كالقِعدة والجِلسة، يريدُ حالةَ الحيضِ أو الاسم، وأمَّا الحَيضةُ: فالمرَّةُ الواحدةُ، قال القاضي ﵀: والذي عندي أنَّ الصَّواب ما عند الجماعة؛ لأنَّ النَّبيَّ ﷺ إنَّما نفَى عن يدِها الحيضَ الذي هو الدَّمُ والنَّجاسةُ التي يجِب تجنُّبها واستِقذارُها، فأمَّا حكمُ الحَيض وحالتُه التي تتَّصِف بها المرأةُ فلازِمٌ لِيَدِها وجميعِها، وإنَّما جاءت الفِعلةُ في هيئاتِ الأفعال كالقِعدة والجِلسة -كما قال- لا في الأحكامِ والأحوالِ.
وجاء في هذا الحديث في بعضِ رواياتِه في مسلم:«وأنا حائضَةٌ» والمعروف في هذا: حائضٌ، وهو ممَّا جاء للمؤنَّث بغيرِ هاءٍ؛ لاختِصاصهم به كطالق ومُرضِع، فاستَغنى عن علامةِ التَّأنيث فيها، وقيل: بل المرادُ على النَّسب والإضافة؛ أي: ذاتُ حيضٍ وطلاقٍ ورَضاعٍ، كما قال ﵎: ﴿السَّمَاءُ مُنفَطِرٌ بِهِ﴾ [المزمل: ١٨] أي: ذاتُ انفِطارٍ، ولكن قد جاء:«طالقةٌ» كما جاء هنا: «حائضةٌ»، وكما قال تعالى: ﴿الرِّيحَ عَاصِفَةً﴾ [الأنبياء: ٨١].
٥٦٨ - (ح ي ف) قوله: «أخِفْتِ أن يَحِيفَ الله عليكِ ورسولُه» أي: يَجورَ ويَميل عن الحقِّ.
٥٦٩ - (ح ي س) وقوله: «فحاسُوا حَيْساً»[خ¦٣٧١] بسينٍ مُهملةٍ وحاءٍ مفتوحةٍ؛ أي: صنَعوا ممَّا جمَعُوه حَيْساً، والحَيسُ: خَلطُ الأقِطِ بالتَّمر والسَّمن، قال بعضُهم: وربَّما جُعِلت فيه خَميرةٌ، وقال ابنُ وضَّاح: هو التَّمرُ يُنزَع نواه ويُخلَط بالسَّويق، والمعروفُ الأوَّلُ، وقد جاء ذِكْرُ الحَيس في حديثٍ آخَرَ [خ¦٢٢٣٥].