٥١١ - (ح ن ط) و «الحَنوطُ»[خ¦٢٨٤٥] بفتحِ الحاء ما يُطيَّبُ به الميِّتُ من طِيبٍ يُخلَط، وهو الحناط أيضاً، وفي الحديث الآخَر قولُ أسماءَ:«ولا تذُرُّوا عليَّ … حنَاطاً» بضمِّ الحاء وكسرِها، والكسرُ عند أكثرِ شيوخِنا، وبه ذكَره الهرويُّ، وحنَّطتُ الميِّتَ إذا فعَلتَ ذلك به وطيَّبتَه بالحَنوط.
٥١٢ - (ح ن ك) قوله: «كان يُحنِّكُ أولادَ الأنصار» * [خ¦٥٤٦٨]، و «حَنَّكه بتَمْرةٍ»[خ¦٣٩٠٩] مشدَّدُ النُّون، هو دَلكُ حَنَكِ الصَّبيِّ بها، يُقال: حنَّكه وحَنَكه، بالتَّشديدِ والتَّخفيفِ، حكاهما الهرويُّ.
٥١٣ - (ح ن ن) قوله: «فحَنَّ إليه الجِذْعُ»[خ¦٣٥٨٣] اشتاقَ وحنَّ كـ: «حنينِ العِشارِ»[خ¦٩١٨]، هو صوتٌ يخرُج من الصَّدر فيه رِقَّةٌ، والحنينُ: أصلُه ترجِيعُ النَّاقةِ صوتَها إِثْرَ ولدِها.
قوله:«فيقول: يا حَنَّانُ» قيل: هو الرَّحيم، وقيل: هو الذي يُقبِل على مَن أعرَض عنه.
٥١٤ - (ح ن ف) وقوله: «الحنِيفيَّةُ السَّمْحةُ»[خ¦٢/ ٢٩ - ٧٠] قيل: هو دينُ إبراهيمَ، قال أبو عُبَيد: كذلك تقول العربُ، وقيل: معناه: الملَّةُ المستقِيمةُ، والحَنَفُ الاستِقامةُ، وفي مدحِه ﵇:«بَرّاً حنِيفاً»، والحنِيفُ المستقيمُ، قاله أبو زيدٍ، وقيل: معناه: المائلةُ إلى الإسلام الثَّابتةِ عليه، والحنِيفُ: المائلُ من شيءٍ إلى شيءٍ.
وقوله:«خَلَقتُ عبادِي حُنَفاءَ … فاجْتالتْهم الشَّياطينُ» مثلُ قولِه: «كلُّ مَولودٍ يُولَدُ على الفِطْرةِ»[خ¦١٣٨٥] أي: خَلَقهم مستقِيمِين متَهيِّئين لقَبولِ الهِدايةِ، ويكون أيضاً معناه: مُسلِمين؛ لما اعتَرفوا به في أوَّل العهدِ لقوله: ﴿أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى﴾ [الأعراف: ١٧٢]، وسنزِيدُه بياناً في حرف الفاء.
٥١٥ - (ح ن و) وقوله: «وأَحْناهُ على ولدٍ»[خ¦٥٠٨٢] أي: أشفَقَه، حَنا عليه يحنُو، وأحْنَى يُحنِي إذا أشفَق وعطَف، ومنه في حديثِ المرجُومِين:«فرأيتُه يَحنُو»، وقد ذكَرناه في حرف الجيم والخلافَ في لفظِه.
و «حَنا رأسَه في الرُّكوعِ» أي: أمالَه، ومثلُه:«لم يَحْنِ أحدٌ منَّا ظهرَه»[خ¦٦٩٠].
فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ
قولُ حكيمٍ:«أرأيتَ أشياءَ كنتُ أتحنَّثُ بها في الجاهليَّةِ»[خ¦١٤٣٦] بثاءٍ مثلَّثةٍ، تقدَّم تفسيرُه، كذا هو الصَّحيحُ وروايةُ الكافَّة والمشهورُ في سائرِ الأحاديث، ورواه المروزيُّ