قوله في السَّهوِ:«فصَفَّحَ القومُ» و «أخذَ النَّاسُ في التَّصفيحِ»[خ¦١٢١٨] و «أكثرتُم من التَّصفيحِ» و «إنَّما التَّصفيحُ للنِّساءِ»[خ¦١٢٣٤] رُوِيَ في الأمَّهاتِ كذا بالحاءِ، ورُويَ:«التَّصْفيقُ»[خ¦١٢٣٤] بالقافِ أيضاً، ومعناهما متقاربٌ قيل: هما سواءٌ صفَّقَ بيدِه، وصفَّحَ إذا ضربَ بإحداهُما على الأخرى، وقد جاءَ مفسَّراً في آخرِ كتابِ الصَّلاةِ من البُخاريِّ في الحديثِ نفسِه، قال سهلٌ: التَّصفيحُ هو التَّصفيقُ [خ¦١٢٠١]، وقيل: التَّصفيحُ بالحاءِ: الضَّربُ بظاهرِ إحداهُما على باطنِ الأخرى، وقيل: بل بإصبعَين من إحداهُما على صفحةِ الأخرى، وهذا للإنذارِ والتَّنبيهِ، والتَّصفيقُ بالقافِ: الضَّربُ بجميعِ إحدى الصَّفحتَين على الأخرى، وهو اللَّهوُ واللَّعبُ، وقال الدَّاوديُّ: يحتملُ أنَّهم ضربوا بأكفِّهم على أفخاذِهم، واختُلِفَ في معنى الحديثِ بعدَ هذا، فقيل: هو على جهةِ الإنكارِ للجميعِ وذمِّ التَّصفيقِ، وإنَّه من شأنِ النِّساءِ في لهوهِنَّ، وإنَّ حكمَ التَّنبيهِ في الصَّلاةِ التَّسبيحُ لا غيرُ، وقيل: بل هو إنكارٌ على الرِّجال وإنَّه من شأنِ النِّساءِ خاصَّةً، لكونِ أصواتهنِّ عورةً، ثمَّ نُسِخَ ذلك بقولِه:«مَن نابَه شيءٌ في صلاتِه فليُسَبِّحْ» * [خ¦٦٨٤].
وقوله:«لو أخبرتُكم أنَّ خَيلاً تخرجُ من صَفْحِ هذا الجبلِ» كذا الرِّوايةُ في تفسير: ﴿تَبَّتْ﴾ [المسد: ١] بالصَّادِ، ويُشبِهُ أنَّه «سَفْحِ»[خ¦٤٩٧١] بالسِّينِ، وإن كانا جميعاً صحيحَين، صَفْحُه: جانبُه، وسَفْحُه قال الخليل: عرضُه، وقال ابنُ دريدٍ: هو حيثُ انفسحَ ماءُ السَّيلِ عنه، وهو أسفلُ الجبلِ، وهو الذي يُشبِهُ أن تخرُجَ الخيلُ منه، وأمَّا صَفْحُه فلا مجالَ للخيلِ ولا غيرِها فيه.
وقوله:«يُضرِبُ عن ذكْرِه صَفْحاً» أي: إعراضاً عنه.
قوله في (باب لبسِ القَسِّيِّ) في تفسير الميثرةِ: «مثل القَطائفِ يصُفُّونَها» كذا لهم، وعندَ الجرجانيِّ:«يصبغونَها» وفي روايةٍ: «يصفِّرونها» * [خ¦٧٧/ ٢٨ - ٨٦٨٩] والأوَّل أشبهُ بالكلامِ، قال الحربيُّ في الحديثِ:«نهى عن صُفَفِ النُّمورِ» واحدتُها صُفَّةٌ، كلاهما: بالضَّمِّ، وهي من السَّرجِ كالمَيْثَرةِ من الرَّحلِ.
وفي كتابِ الأصيليِّ:«صحيفةٌ يمانيةٌ» وهو تصحيفٌ، ذكرناه في الحاءِ.