للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بتفريطِهم في الصَّلاةِ ونومِهم عنها، ويكون فَزَعُ النَّبيِّ أيضاً على هذه الوجوهِ، أو لإغاثتِه النَّاس من فزعِهم؛ يقال: فزِعَ: استغاثَ، وفِزِعَ: أغاث.

وقولهم: «فَزِعَ أهلُ المدينةِ» [خ¦٢٨٢٠] أي: ذُعِروا، وقيل: استغاثُوا، وقد يكونُ قوله: في فزعِ أهلِ الوادِي من الذُّعرِ والخَوفِ من الإثمِ؛ لتأخيرِ الصَّلاةِ أو من الخوفِ من العدوِّ لو أصابَهم في تلك النَّومةِ، يقال: فَزِعَ فلانٌ من نومِه؛ إذا انتبه وهبَّ منه، وفَزِعَ: إذا خافَ، وفَزِعَ: إذا استغاثَ.

ومنه في حديثِ السَّارِقة: «ففزِعوا إلى أسامةَ» [خ¦٤٣٠٤] أي: استغاثُوا به ليشفَع لهم، وفَزِعَ: إذا أغاثَ، كلُّه بكسرِ الزَّاي، وقيل في أغاثَ ونصَر: أفزَع، بالفتحِ، قالوا: وهي أعلا.

وفي حديثِ الاستئذان: «أتاكُمْ أخوكُمْ قد أُفزِعَ»، ويروى: «افتُزع» كلُّه من الذُّعر، وقد يصحُّ أن يكون هذا افتُزع؛ أي استغاثَ بكم واسنتصَر، وقوله: «فإنَّ الموتَ فَزَعٌ» أي: ذُعْر.

الفاء مع الطَّاء

١٨٣٧ - (ف ط ر) قوله: «كلُّ مولودٍ يولَدُ على الفِطْرةِ» [خ¦١٣٥٨]، و «أصَبْتَ الفِطرةَ» [خ¦٣٤٣٧]، و «على غيرِ الفِطْرةِ» [خ¦٧٩١] كلُّها بكسرِ الفاءِ، قيل: الفِطرة الدِّين الذي فطرَ الله عليه الخلقَ، قال الله تعالى: ﴿فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا﴾ [الروم: ٣٠] وقد رُوِيَ: «يولَدُ على المِلَّةِ» وهو المرادُ في هذا كلِّه.

وقيل: المرادُ في الحديثِ الأوَّل ابتداءُ الخَلْق وما فُطِر عليه في الرَّحِم من سعادةٍ أو شقاوةٍ، وأبواه يحكمان له وعليه في الدُّنيا بحُكِمهما، وقيل: الفِطرةُ هنا أصلُ الخِلقَة من السَّلامة، والفِطرَة ابتداءُ الخِلْقة، والله فاطرُ السَّماواتِ والأرضِ؛ أي: المبتدئُ بخلقِهما؛ أي يُخلَق سالماً من الكُفر وغيرِه، متهيِّئاً لقبولِ الصَّلاحِ والهُدى، ثمَّ أبواه يحملانِه بعدُ على ما سبقَ له في الكتابِ، كما قالَ آخرَ الحديثِ: «كما تُنتَجُ البهيمةُ بهيمةً جَمعاءَ، هل تحِسُّ فيها من جَدْعاءَ؟» وقيل: على فطرةِ أبيه؛ يعني حُكَم دينِه.

وقوله: «تفطَّرَت رِجلاه» [خ¦١٩/ ٦ - ١٧٩٠] أي: تتشقَّقُ وتَرِمُ من طولِ القيام، كما قالَ في الحديثِ الآخر: «حتَّى ترِمَ» [خ¦١١٣٠]، و «حتَّى تنتَفِخَ» [خ¦٦٤٧١].

١٨٣٨ - (ف ط م) قوله: «غلامٌ فطيمٌ» * [خ¦٦٢٠٣]، و «فَطِمَ»، و «يفطِم»، و «فطَمَته أمُّه» كلُّه هو قطعُ الصَّبيِّ عن الرَّضاعِ، وأمُّه فاطمةٌ له، ومنه اشتقاقُ اسمِ فاطِمة، وفي حديثِ الإمارةِ: «وبِئْسَتِ الفاطِمةُ» [خ¦٧١٤٨] استعارةٌ للعزلِ لفظة الفِطَام لقَطعِه مرافق الإمارَة.

<<  <  ج: ص:  >  >>