والنَّقْعُ: الماء النَّاقعُ؛ أي: المستنقِعُ المجتمِعُ، ورويناه بجزْمِ العينِ من يُمنَعْ على النَّهيِ، ورفعَها على الخبرِ المرادِ به النَّهيُ، وعند ابنِ أبي جعفرٍ:«نَفْعُ» بالفاءِ، وإن كان صحيحَ المعنى فهو وهمٌ لا شكَّ فيه.
وقوله في قطعِ الآبِقِ:«فكتبَ إليَّ عمرُ ابن عبدِ العزيزِ نقِيضَ كتابي» كذا هو لرواةِ يحيى: بالنُّون وكسرِ القافِ وآخرُه ضادٌ معجَمةٌ؛ أي: خلافَ كتابي وضِدَّه، وعندَ ابنِ وضَّاحٍ:«يقتصُّ» فِعْلٌ آخرُه صادٌ مهمَلةٌ وأوَّلُه ياءٌ باثنتَين تحتَها، من الاقتِصاصِ، وهو تتبُّعُ الأثرِ؛ أي: حكى جميعَ ما كتبْتُ به إليه ثمَّ أجابَ عنه، وهذا أشبهُ الرِّوايتَين بدليلِ مساقِ الخبرِ وكتابِهما جميعاً، وإن كان الأوَّلُ يصِحُّ؛ لأنَّه كان كتبَ هو أنَّه بلغَه أنَّه لا يُقطَعُ، فكتبَ إليه عمرُ أن يُقطَعَ، وهو نقيضُ ما كتبَ به إليه وخلافُه.
وفي حديثِ:«لا يصيبُ المؤمنَ من شوكةٍ إلاَّ نقصَ بها من خطاياهُ» كذا للعُذريِّ في حديثِ ابن نُمَيرٍ، ولغيرِه:«إلَّا قَصَّ» أي: كفَّر عنه، وحُوسِبَ بها، وحُطَّ مثلُها من خطاياهُ، كما جاءَ بلفظِ:«حطَّ» في الحديثِ الآخرِ، وهو أوجهُ، والرِّوايةُ الأخرى إليه يرجِعُ معناها إنْ صحَّتْ.
النُّون مع السِّين
١٤٠٥ - (ن س أ) قوله في الصَّرفِ: «إن كانَ نسيئاً فلا يصلُحُ» كذا لهم على وزنِ فعيلٍ، وعندَ الأصيليِّ:«نَساءً»[خ¦٢٠٦١] مثل: فَعال، وكلاهما صحيحٌ؛ كلُّه بمعنى: التَّأخيرِ، والنَّسيءُ: اسمٌ وُضِعَ موضِعَ المصدرِ الحقيقيِّ، ومنه قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ﴾ [التوبة: ٣٧]. ويقال: أنسأتُ الشَّيءَ إنساءً ونسيئاً، والنَّساءُ بالفتحِ: الاسمُ، ومنه: أنسأَ الله أجلَه؛ أي: أخَّره وأطالَ عمُرَه. ونسأَ في أجلِه كذلك أيضاً. ومنه الحديثُ:«من أحبَّ أن يُنْسَأَ في أجلهِ فلْيصِلْ رحِمَه» * [خ¦٢٠٦٧].
١٤٠٦ - (ن س ب) قوله: «وكذلك الرُّسُلُ تُبعَثُ في نسَبِ قومِها»[خ¦٧] أي: في أشرفِ بيوتِ قومِها.
١٤٠٧ - (ن س ح) قوله في تفسيرِ النَّقيرِ: «هي النَّخلةُ تُنسَحُ نَسْحاً» بالحاءِ المهمَلةِ؛ أي: تُقشَرُ ويُحفَرُ فيها ويُنتبَذُ، وقد تصحَّفَ هذا عندَ بعضِهم على ما نذكرُه بعدُ.