وقوله:«حتَّى يَهوِي» * [خ¦٧٨٩] بفتحِ الياء وكسر الواو، والهُوِي والهَوِي بالفتح والضَّمِّ: المضيُّ والإسراعُ، وهوَت النَّاقةُ والوحشيةُ: أسرَعَت، ومنه قوله ﴿تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ﴾ [الحج: ٣١]، أي تمر به في سُرعةٍ، وفي حَديثِ البُراقِ:«ثمَّ انطَلَق يَهوِي بي» منه؛ أي: يُسرِعُ، وهوَتِ العُقابُ: انقَضَّت على الصَّيدِ، فإذا راوغته قيل: أهوَت له، ويقال في الصُّعودِ والهُبوطِ: هوَى يهوِي، هَوِيّاً بالفتح إذا هبَط، وهُوِيّاً بالضَّمِّ إذا صعِد، ولم يفرِّق بينهما صاحبُ «العين» وجعَلَهما لُغتَين، وقال صاحبُ «الأفعال»: هوَى الطَّائر ترَفَّق في انقِضَاضِه، والنَّجم أسرَع في انكِدارِه، والدَّوابُّ في سَيرِها باللَّيل، والهَوِيُّ والهُوِيُّ: قِطعةٌ من اللَّيل بفتح الهاء وضمِّها وكَسرِ الواو وشدِّ الياء.
فصلُ الاخْتِلافِ والوَهمِ
في (باب مَن بنَى بامْرَأةٍ): «وهي ابنة تِسعِ سِنِين»[خ¦٦٧/ ٥٩ - ٧٦٥٠] كذا لهم، وعند القابِسيِّ:«وهو ابنُ تسع سنين»، وهو خطَأ.
وقوله:«فمَكَثْنا على هِينَتنا» بكَسرِ الهاء وفتحِ النُّون، وقد فسَّرناه، كذا لأبي ذرٍّ، ولكافَّة الرُّواةِ:«هَيئتِنا»[خ¦٦٣٩] بفَتحِها مَهمُوز مكان النُّون.
وفي حَديثِ ابنِ عبَّاسٍ:«فما زال يسير على هِينَتِه» بكَسرِ الهاء والنُّون مثلُ ما تقدَّم، وروَاه بعضُهم:«هَيئتِه» بفَتحِها وهمزَةٍ، والصَّوابُ هنا الوَجهُ الأولُ.
وفي (باب مَسحِ الحَصباءِ): «رأيتُ عبدَ الله بنَ عمرَ إذا أهوَى ليَسجُدَ»، كذا عند جميعِ شيُوخِنا، وفي أصُولِهم، وفي بَعضِ الرِّواياتِ عند غَيرِهم:«إذا هوَى»، وكذا رَأيتُه في غير رِوايَة يحيَى، وهو الوَجهُ على ما تقدَّم، ومعناه: مال.
وفي حَديثِ المُتعةِ في مُسلمٍ:«فقال ابنُ أبي عمرَةَ: مهلاً، قال: ما هِيَ؟» كذا الرِّوايةُ عند الكافَّةِ، قال بعضُهم: صوابه «ما مهل»، وهذا لا يُحتاجُ إليه، والرِّوايةُ صَحِيحةٌ إن شاء الله؛ أي: ما هي المُتعَةُ، أو ما يُنكَر منها؟.
وقوله في حَديثِ الحُديَّاةِ:«وهُو ذا هُو»[خ¦٤٣٩] كذا الرِّوايةُ فيه، قال ابنُ الأنباريِّ: هذا قولُ الحجازيِّين، وهو خطَأ، وكلامُ العَربِ: ها هو ذا.
قوله في الَّذي يصبِحُ جنُباً:«كذَلِك حدَّثني الفَضلُ بنُ عبَّاسٍ وهو أعلَم» كذا للمَروزيِّ والجُرجانيِّ وأبي ذرٍّ وعامَّة الرُّواةِ، وفي رِوايَة ابنِ السَّكنِ:«وهنَّ أعلَم»[خ¦١٩٢٦]، وهو الصَّوابُ؛ يعني أمَّهات المُؤمنِين، وهو بيِّنٌ في غير هذا الحَديثِ.