للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هنا مُفسَّر بالنَّهرِ المَذكُور، وقيل: الكَوْثَر المَذكورُ في القُرآن: الخيرُ الكثيرُ من القُرآنِ والنُّبوَّة وغيرِ ذلك، فَوْعَل من الكَثْرَة، وقد قال ابنُ عبَّاسٍ: «الكَوْثَر: الخيرُ الذي أعْطَاه الله» [خ¦٤٩٦٦]، وقال سعيدُ بنُ جُبَيرٍ: والنَّهر الذي في الجنَّة هو من الخير الذي أعطاه الله [خ¦٤٩٦٦]، يريد أنَّه بَعضه وأنَّ الكَوْثر أعمُّ منه، والكُثْر-بضمِّ الكاف وسُكون الثَّاء-: الكثير، والقُلُّ: القليلُ، مَضمُومان، وحُكي عن ثَعلبٍ كَثْراً بالفتحِ أيضاً، وقِلّاً بالكَسرِ أيضاً.

وقوله: «من سَأل تَكَثُّراً» [خ¦٢٤/ ٥٢ - ٢٣٢٣] أي: ليجمَع الكثيرَ ولغيرِ حاجَةٍ وفاقَةٍ، وقوله: «يَسْأَلْنَهُ ويَسْتَكْثِرْنَه» [خ¦٦٠٨٥] أي: يُكثِرْن عليه السُّؤال والكَلام، أو يَطلُبْن استخراج الكَثير منه، أو الكثير من حوَائِجِهِنَّ.

وقولها: «لها ضَرائِرٌ إلّا كَثَّرْنَ عليها» [خ¦٤١٤١] يعني: كثَّرن القولَ فيها والعيبَ لها، ومثلُه: «وكان ممَّن كَثَّر عليها» [خ¦٤١٤٥].

قوله: «وكَثْرَةُ السُّؤَالِ» [خ¦١٤٧٧] يُذكَر في السِّين.

قوله: «أكْثَرْتُ عليكُم في السِّواك» [خ¦٨٨٨] أي: بالأمرِ به والحضِّ عليه.

فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ

قوله: «إذا أَكْثَبُوكُم فعَلَيكُم بالنَّبلِ» [خ¦٢٩٠٠] كذا روايةُ الكافَّة بباءٍ بواحدَةٍ بعد الثَّاء المُثلَّثة وهو المعروفُ؛ أي: إذا أمكَنُوكم وقَرُبُوا منكم، والكَثَب: القُرْبُ بفتحِ الكافِ والثَّاءِ وأكْثَبكَ الشَّيءُ: قرُبَ منك وأمْكَنك، وقد فسَّره في الحديثِ في كتابِ أبي داودَ: «أي: غَشوكم»، وفسَّره في البُخاريِّ [خ¦٣٩٨٥] بـ: «أكثَرُوكُم»، ولا وَجْه له هنا، وكذا فسَّره ابنُ المُرابط؛ أي: جاؤوكم بكَثرةٍ كالكَثيبِ، والأوَّلُ المَعروفُ، ورواه القابسيُّ بتقديمِ الباء بواحدةٍ على الثَّاءِ وهو تصحيفٌ، وقيَّده بعضُهم: «أكبَتُوكم» بتَقدِيم الباءِ وتاءٍ باثنتَين بعدَها وزعَم أنَّه الصَّوابُ، وهو الخطأُ المَحضُ لا من جهة اللَّفظ ولا من جهة المعنى، إنَّما يقال منه: كبَتَه لا أكْبَتَه إذا ردَّه بغَيظِه.

وقوله في حَديثِ الهِجْرَة: «فحَلَب كُثْبَةً من لَبَنٍ» [خ¦٢٤٣٩] بضمِّ الكاف وسُكون الثَّاء، وفي أصلِ الأَصيليِّ في بابِ الهِجْرةِ: «كُثْفة» بالفاء وكتَب عليه: «كُثْبَةً»، وقال: هو الصَّحيحُ، وهو الصَّحيحُ كما قال، والكَثافَة إنَّما هي منَ الصَّفاقةِ، إلَّا أن يكون على بدل الثَّاء من الفاء، كما قالوا: جدَث وجدَف، وفُوم وثُوم، فإن صحَّت به الرِّواية فهو ذاك.

<<  <  ج: ص:  >  >>