وقوله:«أميرُ رُبْعٍ من تِلكَ الأَرْباعِ» يعني: قِسمة الشَّام، وأنَّها كانت أجناداً لأربَعةٍ.
وقوله:«ممَّا يُنبِتُ الرَّبِيعُ»[خ¦١٤٦٥] هو هنا الفصلُ الأوَّل من فصُول الزَّمان، وأوَّلُ دفْءِ الهواء، وخرُوج الشِّتاء، وإخراجُ الأرْضِ نباتَها، وهذا على مَذهبِ بَعض العَربِ وأكثرِ النَّاس، ومنهم من يجعَل الرَّبِيع الخريفَ، وهو الفَصْلُ الذي تُدرك فيه الثِّمار، ويُسمَّى هذا الأول الصَّيفَ، ثمَّ يُسمَّى الذي بعده القَيظَ، وذكَر أبو عُبَيدٍ: أنَّ العرَبَ تجعَلُ السَّنةَ سِتَّة أزمِنَة: فأوَّلها: الخريفُ؛ وهو أوَّل ما يَبدَأ المطَر، ثمَّ الوَسْمِيُّ؛ وهو أوَّل الرَّبيع عند دُخُول الشِّتاء، ثمَّ الشِّتاءُ، ثمَّ الرَّبيع، ثمَّ الصَّيف، ثمَّ الحميمُ، وهكذا روى ابنُ نافعٍ عن مالكٍ في كتاب «النُّجوم» ترتيبَ الأزْمِنة على سِتَّةٍ كما تَقدَّم، ومنهم من يُسمِّي هذا الأوَّل: الرَّبيع الثَّاني، ويُسمِّي فَصْل الخريف: الرَّبيعَ الأوَّل.
وقوله:«جملاً رَباعِياً» مخفَّف الباء والياء مَفتُوح الرَّاء، وفي حَديثٍ آخر:«رَباع»، هو الذي سقَطت رَباعِيتاه من أسنانه، ورَباع للذَّكر، ورَباعِية للأُنْثى، فإذا نصَبْت المُذكَّر قلت: رَباعِياً، وذلك في السَّنة السَّابِعَة.
وقوله:«وكُسِرَت رَباعِيَتُه»[خ¦٢٩٠٣] هي السِّنُّ التي بعد الثَّنيَّة، وهي أربعٌ مُحيطاتٌ بالثَّنايا: اثنان من فوْق، واثنان من أسْفَل.
٨٠٢ - (ر ب و) ذكر: «الرِّبا في البَيعِ»[خ¦٢١٣٤] وهو من الزِّيادة فيه التي لا تُبيحُها الشَّرِيعَة، من زِيادَةٍ في المالِ الَّذي لا يجوز فيه التَّفاضُل، أو زيادةٌ تقَع فيه بالتَّأخير، أو زيادةٌ تقَع في السَّلَف وشِبهِه، وهو مَقصُورٌ.
وقوله:«ما لَكِ حَشْيَا رَابِيَةً» قد تفسَّر في حرف الحاء، وهما بمعنًى؛ هي التي أصابَها الرَّبوُ؛ وهو البُهْرُ فانْتَفَخت رِئتُها وحشَاها وعلا نَفَسُها، يعتَرِي ذلك من شِدَّة المشي والجريِ وتناوُلِ المَشقَّة والثِّقلِ، قال الخليلُ: ربا الرَّجل أصابه نَفَسٌ في جَوفِه، ومنه سُمِّيت الرُّبوَة لِمَا ارتفع منَ الأرضِ بالضَّمِّ لارتفاعها، ويقال أيضاً في هذا: رِبوة ورُبوة بالكَسرِ والضَّمِّ، والرّباوَة بكَسرِ الرَّاء وفَتحِها، والرَّابِيَة، وقد جاءت بعضُ هذه الألفاظِ في الحَديثِ.