٣٩٢ - (ج ف و) وقوله: «كان يجافِي عضُدَيه عن جَنْبَيه في السُّجود» أي: يباعدُهما، وكذلك قولُه:«يُجافي جَنْبَه عن فِراشِه»[خ¦١١٥٥]
وأصلُه من الجفاءِ بين النَّاس وهو التَّباعُد، وقيل: من الارتِفاع، ومعناه: ترْكُ الصِّلة، ومنه: ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ﴾ [السجدة: ١٦].
وفي حديثِ المُتعةِ:«إنَّك لَجِلْفٌ جَافٍ» هما بمعنًى، كُرِّرَ اللَّفظُ للتَّأكيد؛ أي: متباعِدٌ عن الصِّلةِ وفعلِ الجميلِ ورقَّةِ الطَّبعِ، والكلمتان بمعنًى.
وقوله:«الجَفَاءُ في الفَدَّادِينَ» أي: الغِلظةُ والقَسوةُ وترْكُ التَّواصُل.
فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ
في إسلامِ أبي ذرٍّ:«أُلْقِيتُ كأنِّي جُفَاء» كذا في روايةِ بعضِهم عن ابنِ ماهانَ بالجيم مضمومةٌ، وهو وهمٌ عندَهم، والذي للجماعة:«كأنِّي خِفَاءٌ» بخاءٍ مكسورةٍ معجمةٍ ممدودٌ، قيل: وهو الصَّواب، ومعناه كأنِّي ثوبٌ مطروحٌ، و «الخِفاءُ» الغِطاءُ ما كان، وقال ابنُ الأنباريِّ: الخِفاءُ: كساءٌ يُغطَّى به الوَطْبُ، وأمَّا الجُفاءُ -بالجيم- فهو ما ألقاهُ السَّيلُ من غثائِه ممَّا احتمَله.
الجيم مع السِّين
٣٩٣ - (ج س ر) في الحديث ذُكِرَ: «الجسْرُ»[خ¦٧٤٣٩]، و «جِسْرُ جَهنَّم»[خ¦٦٥٧٣] وهي القَنْطرة التي يُمَرُّ عليها، يريد به هنا الصِّراط، ويُقال بفتحِ الجيمِ وكسرِها.
٣٩٤ - (ج س س) وقوله: «وَلَا تَجَسَّسُوا»[خ¦٥١٤٣] بالجيم، «ولا تَحسَّسُوا» بالحاء المهملة، ثبَتت اللَّفظتانُ في الأحاديث، قيل: هما بمعنًى متقاربٍ، وهو البحث عن بواطنِ الأمور، وهو قولُ الحربيِّ، وقيل: الأَولى التي بالجيم إذا تجسَّس بالخبرِ والقولِ والسُّؤالِ عن عوراتِ النَّاس وأسرارِهم، وما يعتقِدونه أو يقولونه فيه أو في غيرِه، والثَّانية التي بالحاء: إذا تولَّى ذلك بنفسِه وتسمَّعه بأذُنِه، وهذا قولُ ابنِ وهب، وقال ثعلب: بالحاء إذا طلبَ ذلك لنفسه، وبالجيم طلبه لغيره، وقيل: اشتقَّ التَّحسُّس من الحواسِّ لطلبِ ذلك بها، وهذا كلُّه ممنوعٌ في الشَّرع، وقد فسَّر البخاريُّ في بعض الرِّوايات عنه فقال:«التَّجَسُّسُ: التَّبَحُّث»[خ¦٥٦/ ١٤١ - ٤٧٠١] وهو بمعنَى ما تقدَّم من الاستِقصاء والبحثِ،