وفيه ذكر «ثَفِنَة الرَّاحِلَةِ» بفتح الثَّاء وكَسرِ الفاء وتخفِيفِ النُّون، وهو ما ولي الأرضَ من كلِّ ذي أربَعٍ إذا برَك، قيل: والمرادُ هنا فخِذُها، كذا جاء هذا الحرفُ في رواية الهَوزنيِّ في حَديثِ عائشَةَ ﵂ في الحجِّ في قَولِها:«فَتَضْرِبُ رجلي ثَفِنَة الرَّاحِلَة»، ولأكثَرِ الرُّواةِ:«نَعلَة الرَّاحِلَةِ» بالنُّون والعَينِ، إلَّا أنِّي وجَدتُه في بَعضِ الأصُولِ من طريقِ ابنِ ماهانَ:«ثَقَلة» بفَتحِ القافِ والثَّاء المُثلَّثة، ووجَدتُ شيخَنا القاضي أبا عبدِ الله قيَّده عن الجَيَّانيِّ:«بِعِلَّة الرَّاحِلَة» بالباء بواحِدَة وكسرِ العَينِ، قالوا: والصَّوابُ: «ثَفِنَة».
قال القاضي ﵀: وكلُّها لا يستَقِيم لها معنًى بدَليلِ ما قبلَ الكَلامِ وبعدَه؛ لأنَّها قالت:«فجَعلتُ أرفعُ خمارِي أَحْسُرُه عن عُنُقِي فتضرِبُ رِجْلي نَعلةَ الرَّاحلةِ، قلتُ: وهل تَرى من أحدٍ؟» وصَوابه عندي: «فيضْرِبُ رِجْلي» بالياء تَعنِي أخاهَا؛ لأنَّها حسرت خمارها عن عنُقِها، ألا تراها كيف اعتذَرَت له بقَولِها:«وهل ترى من أَحدٍ؟» وإلَّا فما كانت فائدَة هذا الكَلامِ، ولِمَ جاءَت به؟ ثمَّ يكون الصَّوابُ: إمَّا بنَعلةِ سَيفِه؛ لأنَّها كانت رِدفَه، أو ما يُشبِه هذا.
الثَّاء مع القَافِ
٣٠٣ - (ث ق ل) قوله: «أوصِيكُم بالثَّقَلَيْنِ» -فسَّره- بـ «كتاب الله وأَهْلِ بَيْتي» بفتح الثَّاء والقاف، قيل: سُمِّيا بذلك لعظم أقدَارِهما، وقيل: لشِدَّة الأخذِ بهما.
وقوله:«إلَّا الثَّقَلَيْنِ»[خ¦١٣٣٨] فَسَّرَهُ في الحَديثِ: «الجِنَّ والإنسَ»، سُمِّيا بذلك لتَفضِيلِهما بالعَقلِ والتَّميِيزِ.
وقوله:«على ثَقَل رسول الله ﷺ»[خ¦٣٠٧٤]، و «قدَّمَه في الثَّقَل»[خ¦١٨٥٦] بفَتحِ الثَّاء والقَافِ هو مَتاعُ المُسافرِ وحشمُه، وأصلُه من الثّقلِ.