فقد يكون غير ما تَعتَقدِيه فعِلْمُه إلى الله تعالى، ومن فتَح الواو في هذا ومِثلِه أحال المعنَى وأفسدَه.
ومِثلُه قول المَرأةِ: «إنَّه لَأسحَرُ النَّاسِ … أوْ إنَّه لَرَسولُ الله حقّاً» [خ¦٣٤٤] على طريق الشَّكِّ.
وكذلك قولُه في لحُومِ الحُمُر: «وَاكسِروا القُدُورَ، فقالُوا: أَنُهرِيقُ ما فِيها ونَغسِلُها؟ فقال: أوْ ذلكَ» [خ¦٥٤٩٧] بالسُّكون على الإباحةِ والتَّسويةِ.
وأمَّا قوله في حَديثِ ما يُفتَح من زَهرةِ الدُّنيا: «أوَ خَيرٌ هُوَ» [خ¦٢٦٨٧] فهذا بفَتحِ الواو لأنَّه على جهة التَّقريرِ والرَّدِّ، وهي واو الابتداء قبلَها ألفُ الاستِفْهامِ.
ومِثلُه قوله في الحَديثِ الآخَر: «أَوَ في شَكٍّ أنتَ يا ابنَ الخطَّابِ» [خ¦٢٤٦٨] على جِهَة التَّوبيخِ والتَّقريرِ.
وكذلك: «أَوَ مَا طُفْتِ بالبَيتِ» على جِهَة الاستِفْهام، وكذلك في الأشربة: «أَوَ مُسْكِرٌ هُوَ» على الاستِفْهامِ، وكذلك: «أَوَ تعلَمُ ما النَّقِيرُ» كلُّه على الاستِفْهامِ، وكذلك قولُه: «أَوَ قد فَعَلوها؟».
وقوله: «أَوَ أَمْلِكُ أنْ نزَعَ الله منكَ الرَّحمةَ» [خ¦٥٩٩٨] على طريقِ التَّوبيخِ، ورواه مُسلمٌ: «وَأَمْلِكُ» بغَيرِ ألفِ الاسْتِفهامِ، ومثله: «أَوَ لم يَعلَم أبو القاسمِ أَوَّلَ زُمرةٍ تدخُلُ الجنَّةَ» على التَّقريرِ، ومِثلُه قولُه: «أَوَ قد كانَ ذلكَ»، «أَوَ فَتْحٌ هُوَ» على الاستِفْهامِ.
وفي حديثِ الصَّلاةِ في الكُعبةِ: «أَوَ فِي زوَايَاها؟» كذا روَاه العُذريُّ بهذا اللَّفظ، والضَّبط على الاستِفْهامِ.
وكذلك قوله: «أَوَ هَبِلْتِ؟ أَوَ جَنَّةٌ واحِدَةٌ هِيَ» [خ¦٣٩٨٢] الأُولَى على التَّوبيخِ، والثَّانيةُ على التَّقريرِ والإنكارِ، كلُّ هذا بفَتحِ الواو، ومن روَى منها من الرُّواة شيئاً بالسُّكون فهو خطَأ مُفسِد للمَعنَى مُغيِّرٌ له، وقد ضبَطَه بعضُهم: «أَوْ هبِلْتِ» وليسَ بشَيءٍ.
وقوله: «تَبكِينَ أوْ لا تَبكِينَ فما زالَتِ الملائكةُ تظِلُّه» [خ¦١٢٩٣] الحديثَ بسُكون الواو، وقد يكون هذا شكَّاً من الرَّاوِي في أيِّ الكَلِمتَين قال، أو يكون على طريقِ التَّسويةِ للحالَين؛ أي: سواء حالَاك في ذلك فحالُه هو كذا، والأوَّلُ أظهَرُ.
فصلٌ فيما جاء من الاخْتِلافِ والوَهمِ
في (أَوْ) كذا (وَ) كذا
في الشَّهادَاتِ: «الَّذي يأتِي بشَهادَتِه قبل أن يُسأَلَها أو يُخبِرُ بشَهادَتِه قبلَ أنْ يُسأَلَها» كذا لابنِ القَاسمِ وابنِ عُفيرٍ وأبي مُصعَب