السَّيِّء» [خ¦٢٣/ ٤١ - ٢٠٥٣]، ومنه قولُه في حديث ابنِ عبَّاسٍ مع عمرَ عند وفاتِه:«وكأنَّه يُجَزِّعه»[خ¦٣٦٩٢] كذا الرِّوايةُ عن المَروزِيِّ وغيرِه، ومعناه: يشجِّعه ويُزِيل عنه الجزَعَ، كما قال تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ﴾ [سبأ: ٢٣] وكما قالوا: مرَّضْتُه إذا عانيتَ إزالةَ مرضِه، ورواه الجُرجانيُّ:«وكأنَّه جَزِعَ» وهذا يرجِع إلى حالِ عمر، ويصحُّ به الكلام.
وقوله:«ثمَّ قاموا إلى غُنَيمةٍ فتوزَّعوها، أو قال: فتجزَّعوها»[خ¦٥٥٤٩] كلاهما بمعنًى؛ أي: قسَموها، ومرَّ في الجيمِ والدَّالِ قولُه في الرِّواية الأخرى:«إلى جُزَيْعة غنَم» والخلافُ فيه.
٣٥٧ - (ج ز ف) وفي البيوع: المجازفةُ في شراء الطَّعام، «وإذا جازَفَه» * [خ¦٤٣/ ٩ - ٣٧٤٠] وهو بيعُ الشَّيء بغيرِ كيلٍ ولا وزنٍ، وهو الجِزاف أيضاً، بكسرِ الجيم.
٣٥٨ - (ج ز ي) فيما ذُكِر عن بني إسرائيل: «كنتُ أبايعُ النَّاسَ … وأُجازِيهم»[خ¦٣٤٥١].
وقوله:«أتَجزي إحدانا صلاتَها؟»[خ¦٣٢١] معناه: تقضِي، و «صلاتَها» منصوبٌ، وهو مثلُ قوله:«أتقضِي إحدانا الصَّلاةَ أيَّامَ محِيضها؟».
وفي حديث الناقة:«بئس ما جزيتيها» كذا جاء في بعض الروايات بإظهار العلامتين على بعض لغات العرب، ومثله:«لو كنت جزيته».
فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ في حديث إحفاءِ الشَّوارب جاء في روايةٍ عند مسلمٍ في حديث أبي هريرةَ:«جُزُّوا الشَّواربَ»، وفي أخرى:«جُذُّوا» بالذَّال، والمعروفُ في غيرِه من الأحاديث:«أَحِفُّوا الشَّواربَ»[خ¦٥٨٩٢] قيل: معناه يستَقصي جزَّها، وهذا يُبيِّنه قولُه:«جُزُّوا»، حفَوتُ شاربي أحفُوه إذا استأصلتَه، وأحفَيتُه مثلُه، والرُّباعيُّ أكثرُ.
وفي «الموطأ»: في النَّهي عن بيع الثمار حتَّى يبدوَ صلاحُها: «الأمرُ عندنا في بيعِ البِطيخِ والقِثَّاء والخِرْبِز والجَزَر» الأوَّلُ بالخاء المعجمةِ مكسورةٌ سنذكُرها في حرفِ الخاءِ، وهو البِطِّيخُ الهِنديُّ، و «الجَزَر» بفتح الجيم والزَّاي، ويُقال بكسرِ الجيمِ أيضاً وآخرُه راءٌ: الإسْفِنَّارِيَّةُ، ثبَت الجَزَر ليحيى وسقَط لغيرِه، وطرحَه ابنُ وضَّاح، وسقوطُه الصَّواب؛ لأنَّه ليس من الثِّمار ولا يُشبِه ما ذُكِر معه ولا ترجمةَ الباب، وأمَّا ذِكرُه أيضاً بعدُ في (باب بيعِ الفاكهة) فصحِيحٌ، لكنْ أسقطَه ابنُ وضَّاح،