للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأخلاق، وقيل: «الحكمةُ» إصابةُ القولِ من غيرِ نُبوَّةٍ، وقيل ذلك في قوله: «اللهمَّ؛ علِّمْه الحِكمةَ» [خ¦٣٧٥٦]، وقيل: «الحكمةُ» العِلمُ بالدِّين، وقيل: العِلمُ بالقرآن، وقيل: الفقهُ في الدِّين، وقيل: «الحكمةُ»: الخَشيةُ، وقيل: الفَهمُ عنِ الله في أمرِه ونهيِه، وهذا كلُّه يصِحُّ في معنَى قوله: «الحكمةُ يمانيَّةٌ»، وقوله: «عَلَّمه الحِكمةَ» لا سيَّما مع قوله: «الفِقهُ يَمانٍ» [خ¦٤٣٩٠]، وقد قيل: «الحكمةُ»: النُّبوَّةُ، وقيل هذا في قوله: ﴿يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء﴾ [البقرة: ٢٦٩].

[الحاء مع اللام]

٤٨٢ - (ح ل ا) قوله: «فحلَّأْتُهم عنه» أي: عن الماء؛ أي: طردتُهم ومنَعتُهم، مهموزٌ، وقد تُسهَّل، وتقدَّم الخِلافُ في حديثِ الحوضِ في قوله: «فيحلَّؤُون عنه» [خ¦٦٥٨٦]-وهو بمعناه- في حرف الجيم، يُقال: حلَّأْتُ الإبلَ أُحلِّئُها تَحْلِئَةً مشدَّدٌ، وحَلَأْتُها أَحْلَؤُها مخفَّفٌ إذا صرَفتَها عن الوِرد ومنَعتَها الماءَ.

٤٨٣ - (ح ل ب) قوله: «فأرسَلتْ إليه ميمونةُ بحِلابِ لبَن» بكسرِ الحاء وتخفيفِ اللَّام، هو إناءٌ يملَؤُه قَدْرَ حَلْبةِ ناقةٍ، ويُقال له: المِحْلَب أيضاً، بكسرِ الميم، ومثلُه في حديثِ الغار: «فآتى بالحِلابِ» [خ¦٢٢١٥]، ويحتَمِل أن يُريد به هنا اللَّبنَ المحلوبَ، كما يُقال: خِرافٌ لما يُختَرَفُ من النَّخل، وقال أبو عُبَيد: إنَّما يُقال في اللَّبن الإحْلَابة.

وفي غُسلِ الجنُب: «فأُتيَ بشيءٍ نحوَ الحِلابِ» * [خ¦٢٥٨] هو مثلُ الأوَّل، يريد قَدْرَ ما اغتَسل به من الماء، وقيل في هذا: إنَّه أراد مِحْلبَ الطِّيب، وترجمةُ البخاريِّ عليه تدلُّ على أنَّه التَفت إلى التَّأوِيلين، فإنَّه قال: (بابُ مَن بدأَ بالحِلابِ أو الطِّيبِ عند الغُسْلِ) [خ¦٥/ ٦ - ٤٣٦]، ثمَّ أدخَل الحديث، وقد رواه بعضُهم في غيرِ الصَّحيحين: «الجُلَّاب» بضمِّ الجيم وتشديدِ اللَّام، قالوا: و «الجُلَّابُ» ماءُ الوردِ، قاله الأزهريُّ، قال: وهو فارسيٌّ معرَّبٌ.

قوله: «إيَّاكَ والحَلوبَ» بفتحِ الحاء؛ أي: الشَّاةَ التي لها لبنٌ، كما قال في الحديث الآخَر: «نَكِّبْ عن ذاتِ الدَّرِ».

وقوله: «الرَّهنُ مَحْلوبٌ ومَرْكوبٌ» [خ¦٤٨/ ٤ - ٣٩٣٧] أي: لمرتَهنِه أن يحلُبه بقَدْر نظَرِه عليه وعلَفِه له ورِعايتِه عند بعضِ العلماء.

قوله في الإبل: «ومِن حقِّها حَلْبُها على الماءِ» كذا ضبَطناه بسكونِ اللَّام اسمَ الفِعْل، وذكَره أبو عُبَيد بفتحِ اللَّام،

<<  <  ج: ص:  >  >>