للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

راجعْتَهُ. وقال ابنُ وهْبٍ: أكرهتَه؛ أي: أتيتَه بما يكره من سؤالك، وقد رويناها عن شيوخِنَا في هذه الأصولِ بالوجهَين؛ التَّخفيفُ والتَّثقيلُ في الزَّايِ، والوجْهُ والمعروفُ التَّخفيفُ، قال أبو ذرٍّ الهَرويُّ: سألتُ عنه مَن لقيتُ أربعين سنةً، فما قرأتُهُ قطُّ إلَّا بالتَّخفيفِ، وكذلك قالَهُ ثعلبٌ وأهلُ اللُّغة، وبالتَّشديدِ ضبطَهَا الأَصِيليُّ، وهو على المبالغةِ في ذلك.

١٣٣٣ - (ن ز ل) قوله في أهلِ الجنَّة: «ما نُزُلهم» * [خ¦٦٥٢٠] بضمِّ الزَّايِ والنُّونِ، و «نُزُلاً لأهلِ الجنَّة» [خ¦٦٥٢٠] أي: طعامُهُم الذي ينزلِون عليه لأوَّلِ ورودِهم، يقال: أعدَدْتُ لفلانٍ نُزُلاً.

وقوله في حديثِ جابرٍ في الحجِّ: «حتَّى أتى عرَفةَ» إلى قوله: «فنزلَ بها» قال صاحبُ «الأفعال»: نَزَلَ القومُ بمِنَى: صاروا فيها أيَّام الحجِّ، ولا يُقال للحاجِّ نازلونَ إلَّا إذا كانوا بمِنىً، وهي تسمَّى المنازلَ، فانظرْه مع ما جاءَ في هذا الحديث وشِبْهِهِ.

وقوله: «ينزِلُ ربُّنا كلَّ ليلةٍ» [خ¦١١٤٥] روى حبيبٌ عن مالكٍ: ينزلُ أمرُهُ ونهيُهُ، وأمَّا هو تعالى فدائمٌ لا يزول، وقاله غيره، واعترَضَ بعضُهُم على هذا بأنَّ أمرَهُ ينزلُ في كلِّ حينٍ، فلا يختصُّ بوقتٍ دونَ وقتٍ وهذا لا يلزم؛ لأنَّ تخصيصَهُ في هذا الوقتِ بما اقترنَ به مِن هذا القولِ: «هل من سَائلٍ هل مِن داعٍ … » الحديث، وأمرُهُ ينزلُ أبداً مِن غيرِ هذه القرينةِ، وقيل: هو مجازٌ؛ أي: يبسُطُ رحمتَهُ، ويُقرِّبُ إجابَتَهُ.

وقوله: «لمَّا نزَلَتْ برسولِ الله » يريدُ المنيَّةَ، ويُروى: «لما نَزَل» [خ¦٤٣٥] أي: نزلَ الملَكُ لقبضِ روحِهِ.

وقوله في حديثِ قُتيبةَ في التَّهجيرِ إلى الجمعة: «فالأوَّلُ مثَّلَ الجَزورَ، ثمَّ نزَّلَهم حتَّى صغَّر إلى البَيضةِ» بتشديدِ الزَّاي؛ أي: طبَّقَهم فأنزلَهم مراتِبَهُم وجعلَهم منازلَ في الأجرِ، ويَحتملُ أنَّه خفَّضَ من درجاتِهِم في الأجرِ، ويكون «نزَّل» أيضاً بمعنى: قَدَّرَ، ويصحُّ هنا؛ أي: قدَّر أجورَهُم بما مثَّلَ به، قال الجيَّانيُّ: نزَّلَ فلانٌ غيرَهُ: قدَّرَ له المنازل، وقالوا في الحديثِ الآخرِ في حديثِ الخوارجِ: «فنزَّلَني زَيدٌ منزِلاً حتَّى مرَرْنا بقَنطَرةٍ»: والأشْبَه هنا أنْ يكون: «مرَّ بي منزلاً منزلاً».

١٣٣٤ - (ن ز ع) وقوله: «رأيتُنِي أنزِعُ على قَليبٍ» أي: أستقي باليدِ، ومنه: «نزعْنَا سَجْلاً أو سَجْلَين»، و «نزعَ ذَنُوباً أو ذَنُوبين» يقال: نزعَ ينزِعُ بفتحِهَا في الماضي، وكسرِهَا في المستقبل، وأصلُ فَعَلَ إذا كان عينُهُ أو لامُهُ حرفَ حلْقٍ، أنْ يكونَ مستقبلُهُ كذلك

<<  <  ج: ص:  >  >>