للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقوله: «الحربُ أوَّل ما تكُون فُتيةً» تصغيرُ فَتَاة، وضبطَه الأَصيليُّ: «فَتِيَّة» [خ¦٩٢/ ١٧ - ١٠٥٣١] بفتحِ الفاءِ، وهما بمعنًى، والأوَّلُ أشهرُ في الرِّوايةِ وأصوبُ، لا سيَّما مع قولِه في البيتِ الثَّاني: «ولَّتْ عجوزاً».

وقولُه في كتابِ الجنائزِ في حديثٍ رؤياهُ في خبرِ الزُّناةِ: «فإذا فَترت ارتَفَعوا» كذا للقابسيِّ وابنِ السَّكنِ وعبدوسٍ، وعندَ أبي ذرٍّ والأَصيليِّ: «اقَتَرَبت» [خ¦١٣٨٦] وعندَ النَّسفيِّ: «فإذا وَقَدَت ارتَفَعُوا» وهو الصَّحيحُ، بدليلِ قولِه بعدُ: «فإذا خَمَدَت رَجَعُوا فِيها».

وفي (بابِ وجوبِ النَّفيرِ): «لا هِجرَةَ بَعد الفَتحِ» [خ¦٢٧٨٣] كذا لهم، وعندَ الجُرجانيِّ: «بعدَ اليومِ» وكلاهُما صحيحٌ؛ لأنَّ في الحديثِ أنَّه قالَها يومَ الفتحِ.

وفي آخرِ كتابِ الرِّقائقِ: «أوْ نُفتَنَ عَن دِينِنا» [خ¦٦٥٩٣] كذا لكافَّتِهم، وفي كتابِ عبدوسٍ: «نَفتُر» بالرَّاءِ والأوَّلُ أحسنُ وأولى وأشبَه بالحديثِ.

وقوله: «ما فَتحنا منه من خُصْمٍ إلَّا انفجَرَ علينا منه خُصْمٌ» كذا في كتابِ مسلمٍ، وهو تغييرٌ وتصحيفٌ، وصوابُه: «ما سَدَدْنَا» وكذا جاءَ في كتابِ البخاريِّ: «ما نَسدُّ منه من خُصْمٍ» [خ¦٤١٨٩] أي: جِهَةٍ، وأصلُ الخُصْمِ فمُ القِربةِ، شبَّه تشعُّبَ الفتنِ بذلك.

الفاءُ معَ الجيمِ

١٨٠٣ - (ف ج أ) قوله: «مَوتُ الفُجَاءَةِ» [خ¦٢٣/ ٩٥ - ٢١٨٩] بضمِّ الفاءِ ممدوداً؛ هو موتُ البغتةِ دونَ مرضٍ ولا سببٍ، وكذلك قوله: «نَظرَة الفُجَاءَة»، هو النَّظرُ بغتةً على غيرِ تعمُّدٍ، يقال: فجَأنِي الأمرُ، وفجِئَنِي بالفتحِ والكسرِ إذا أتى بغتةً، وكذلك فلانٌ لقيني ولم أشعُر، والجيشُ كذلك، ومنه في الحديثِ: «فلم يَفجَأهُم إلَّا رسُولُ الله » [خ¦٧٥٤]، و «فَجَأَهم» [خ¦١٢٠٥] منه، وفي التَّعوُّذِ: «فُجَاءَة نِقمَتِك» أي: حُلولها بغتةً، وفي كتبِ بعضِ شيوخِنا: «فَجْأَة نِقمَتِكَ» بفتحِ الفاءِ وسكونِ الجيم.

١٨٠٤ - (ف ج ج) قوله: «ما لَقِيك الشَّيطانُ سالكاً فَجّاً إلَّا سَلَك فَجّاً غيرَ فجِّك» [خ¦٣٢٩٤] الفجُّ: الطَّريقُ الواسعُ؛ ويقال لكلِّ مُنخَرَقٍ وما بين جَبَلين: فَجٌّ، ومنه قوله تعالى: ﴿مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ﴾ [الحج: ٢٧] أي: طريقٍ واسعٍ غامضٍ، وهذا هنا استعارةٌ لاستقامةِ آرائِه وحُسنِ هديِه، وأنَّها بعيدةٌ عن الباطلِ وزيغِ الشَّيطانِ، وقد يكونُ بمعنى الاستعارةِ للهيبةِ والرَّهبةِ، وهو دليلُ بساطِ الحديثِ، أو على وجههِ، وأنَّ الشَّيطانَ يَهابه ويهربُ منه متى لَقِيَه.

<<  <  ج: ص:  >  >>