للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فأمَّا «أنا» المُخفَّفة فهي اسمُ المُتكلِّم عن نَفسِه، وأصلُها «أنْ» بغَيرِ ألفٍ، قال الزَّبيديُّ: فإذا وَقَفتَ زِدْت ألفًا للسُّكوتِ، قال الله تعالى: ﴿إِنِّي أَنَا رَبُّكَ﴾ [طه: ١٢] التِّلاوةُ بغَيرِ ألفٍ.

فصلٌ: في بيان مُشكِل ما وقَع فيها من (إنَّ) و (أَنَّ) و (إِنْ) و (أَنْ) وما اختُلف فيه من ذلك:

٧٠ - اّْعلم أنَّ هذه الصِّيغةَ جاءَت في كتابِ الله، وحَديثِ رَسُولِه وأصْحابِه، وكَلامِ العَربِ وأشْعارِهم، بألفاظٍ مُختَلفةٍ، ولمعانٍ كَثيرةٍ.

فـ: «إنَّ» بالكَسرِ والتَّشديد حرفُ تَأكيدٍ، وتكون بمعنى «نَعَم»، وبفَتحِ الألفِ مُشدَّدة للتَّأكيدِ أيضاً، وهي أعمُّ من المَكسُورة، وإنَّما تُكسَر لخمس قرائنَ:

- إذا جاءَت مُبتدَأة.

- أو بعدَ القَولِ والحِكايَةِ.

- أو كان في خَبرِها لامُ التَّأكيدِ.

- أو إذا وقَعَت بعد الاسمِ المَوصُولِ.

- أو بعدَ القَسمِ، وقد فتحَها بعضُهم هنا.

وأصلُه كلُّه أن يأتيَ ما بعدَها مُبتدَأ أو في مَعناه.

وتأتي «أَنَّ» أَيضاً المَفتُوحَة المُشدَّدة بمعنى «لعَلَّ».

وإذا كانت مَكسُورَة الهَمزةِ مخفَّفة كانت جَحْداً بمعنَى «ما»، وتكون زائدة بعد «ما» النَّافية، وبمعنى: «الَّذي»، ومُخفَّفة من الثَّقيلةِ، فترفع ما بعدها، ومن العَربِ من يَنصِب بها، وتكون شرطاً.

و «أَنْ» مفتُوحة مخفَّفة تكون بمعنَى «أي»، وتَنصِب الفعل بعدَها، وتكون معه اسماً، وتكون زائدَة بعد «لمَّا»، وتَأتِي بمعنَى «من أجْلِ».

قوله: «حتَّى يظَلَّ الرَّجلُ إنْ يَدْري كم صلَّى» [خ¦١٢٣١] كذا لجُمهورِ الرُّواةِ والأشْياخِ بكَسرِ الألف، وهو الصَّوابُ، ومَعناها هنا: ما يدري، وضبَطه الأَصيليُّ بالفَتحِ وابنُ عبدِ البَرِّ، وقال: هي رِوايةُ أكثَرِهم، قال: ومعناها: لا يَدرِي، وليس بشَيءٍ، وهو مُفسِد للمعنَى؛ لأن «إِنْ» هنا المَكسُورة بمعنَى «ما» النَّافية، والجُملةُ في

<<  <  ج: ص:  >  >>