وفي روايةِ ابنِ بُكيرٍ والتِّنِّيسيِّ:«لا يَدرِي» مُفسَّراً، وكذا ذكَره البُخاريُّ [خ¦٦٠٨] في حَديثِ التِّنِّيسيِّ، وكذا لرُواةِ مُسلمٍ في حَديثِ قُتيبَةَ، وعند العُذريِّ هاهنا:«ما يَدرِي»، وكلُّه بمعنًى.
وبالفَتحِ إمَّا أن تكون مع فِعْلِها بمعنى اسم الفِعْل، وهو المَصدَر، ولا يصِحُّ هنا، أو بمعنى مِنْ أجْلِ، ولا يصِحُّ هنا أيضاً، بل كِلاهُما يَقلِب المعنَى المُرادَ بالحَديثِ.
وهذا على الرِّوايةِ الصَّحيحةِ في «يظَلَّ» بالظَّاء المَفتُوحة بمعنى يصير، وأمَّا على رِوايَةِ من روَاه:«يَضِلَّ» بالضَّاد؛ أي: يَنسَى ويَسهُو ويَتحيَّر فيصِحُّ فتح الهَمزةِ فيها بتَأويلِ المَصدَرِ ومَفعُول ضلَّ؛ أي: يجهَلُ دِرايَته وينسى عدَد ركَعاتِه، وبكَسرِ الهَمزةِ على ما تقدَّم قبلُ.
وقوله:«فهَل لها أجرٌ إنْ تصَدَّقتُ عنها؟»[خ¦١٣٨٨] بكَسرِ الهَمزةِ، وهو الوَجهُ على الشَّرط؛ لأنَّه يَسألُ بعدُ عن مَسألةٍ لم يَفعَلْها بدَليلِ سِياقِ الحَديثِ ومُقدِّمَته، فلا يصِحُّ إلَّا ما قُلنَاه، ولو كانَ سؤلُه بعدَ أنْ تصدَّقَ لم يصحَّ إلَّا النَّصبُ بمعنى من أجْل؛ أي: مِن أجل صَدقَتي عنها، لكنَّه لم يكن كذلك، وفي «المُوطَّأ»: «فهَلْ ينفَعُها أَنْ أتصَدَّقَ عنها؟» وهذا بيِّن في الاسْتِقبال.
وقوله:«يَرْثِي له رسولُ الله ﷺ أنْ ماتَ بمكَّةَ»[خ¦١٢٩٥] بالفَتحِ بمعنَى مِنْ أَجْلِ، لا يصح إلَّا النَّصب، وليس بشَرطٍ؛ لأنَّه كان قد انقضَى أمره وتمَّ.
وقول عمرَ ﵁:«زعَمَ قومُكَ أنْ سيَقتُلُونِي أَنْ أسلَمْتُ»[خ¦٣٨٦٤] بالفَتحِ والكَسرِ، والفتحُ هنا أوْجَه؛ أي: مِن أجل إِسلامي، وقد كان أسلَم حين قالها، ويصِحُّ الكَسْر للشَّرط على حِكاية قَولِهم قبل إسْلامِه.
وقوله في الوَفاةِ:«حتَّى أهوَيتُ إلى الأرضِ حينَ سمِعتُه تلَاها أَنَّ رسولَ الله ﷺ ماتَ»[خ¦٤٤٥٤] بالفَتحِ وتَثقِيل النُّون، والجملةُ بدَل من الهاءِ في تَلاها، وفي رِوَايةِ ابنِ السَّكنِ:«فعلِمتُ أَنَّ رسولَ الله ﷺ ماتَ» وهو بيِّنٌ.
وقولُ الأنصاريِّ:«أَنْ كانَ ابنَ عمِّكَ»[خ¦٢٣٥٩] بفَتحِ الهَمزةِ والتَّخفيفِ: أي: مِنْ أَجْلِ هذا حكمتَ له عليَّ.
قوله في (بابِ إذا انفلَتتِ الدَّابة في الصَّلاةِ): «إنِّي أَنْ كنتُ أَنْ أرجِعَ مع دابَّتِي أحَبُّ إليَّ»[خ¦١٢١١] بفتح هَمزة «أَنْ» في الحرفَين، و «أَنْ» الأُولى مع «كنت» مَوضِع المَصدَر بمعنى كَوني ومَوضِع البَدل من الضَّمير في «إنِّي»، وكذلك «أَنْ أرجِعَ»