للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بتَقديرِ رجُوعي أيضاً، ولا يصِحُّ الكَسرَ فيهما في هذا الحَديثِ.

وقوله: «نَحنُ الآخِرونَ السَّابِقونَ يومَ القِيامةِ بَيْدَ أَنَّ كلَّ أمَّةٍ أوتُوا الكِتابَ مِنْ قَبلِنا» [خ¦٨٧٦] كذا ضبَطْناه بفَتحِ الهَمزةِ ولا يصِحُّ غيرُه، لكن على رِوَايةِ الفَارسيِّ: «بَأَيْدٍ» يجِب أن يكون «أنَّهم» بعد ذلك بهَمزةٍ مَكسُورةٍ على كلِّ حالٍ ابتداءُ كَلامٍ، والأوَّلُ أشهَر وأظهَر؛ أي: نحن السَّابقُون يوم القيامة بالفَضيلةِ والمَنزِلةِ ودُخولِ الجنَّة، والآخِرُون في الوُجُود في الدُّنيا بَيْدَ أَنَّهم أوتُوا الكتابَ من قَبلِنا؛ أي: على أنَّهم أوتوا.

وقيل: مَعناه غيرَ، وقيل: إِلَّا، وكلٌّ بمعنًى.

وعلى الرِّوايةِ الأُخْرى يكون مَعناه-إنْ صحَّت ولم تكن وهماً، والوَهم بها أشبَه- أي: نحن السَّابقُون وإنْ كنَّا آخرين في الوُجُود بقُوَّة أعطاناها الله وفضَّلنا بها لقبول ما آتانا والتزام طاعَته، والأيدُ القُوَّة، ثمَّ استأنَف الكَلامَ بتَفسيرِ هذه الجُملةِ فقال: إنَّ كلَّ أمَّةٍ أوتِيَتْ الكِتابَ مِنْ قَبلِنا وأُوتِينَاه مِن بَعدِهم، فاختَلَفوا فهَدَانا اللهُ لمَا اختَلَفوا فيه بتلك القوَّة الَّتي قوَّانا بها لهدايتِه وقبُولِ أمْرِه.

وقوله: «إنَّكَ أنْ تذَرَ وَرَثَتَكَ أغنِياءَ» [خ¦١٢٩٥] بالوجهَين الكسر على الشَّرط، والفتح على تأويلِ المَصدَر: وتَركَهم أغنِياءَ، وأكثرُ رِوايَاتِنا فيه الفَتح، وقال ابنُ مَكِّيٍّ في كتاب «تقويم اللِّسان»: لا يجوز هنا إلَّا الفَتح.

وفي الحَديثِ نَفسِه: «إنَّكَ أنْ تُخَلَّفَ» بالفَتحِ، كذا روَاه في «المُوطَّأ» القَعنَبِيُّ، ورواه ابنُ القاسمِ: «إنْ» بالكَسر، وذكَر بعضُهم أنَّها رِوايةُ يحيى بنِ يحيى، والمَعروفُ ليحيَى ولغَيرِهما: «لن» باللَّام، وكِلاهُما صَحيحُ المَعنَى على ما تقدَّم، فأمَّا قوله فيه: «ولعَلَّكَ أنْ تُخَلَّفَ» فهذا بالفَتحِ لا يصِحُّ غيره.

قوله: «أوَ أَنَّ جِبرِيلَ هو الَّذي أقامَ لرسولِ الله الصَّلاةَ» [خ¦٥٢١] ضبَطْناه عن شيُوخِنا بالوَجهَين الفَتح والكَسر.

وفي حَديثِ المَرأةِ: «ما أدْرِي أَنَّ هؤلاءِ القومَ يَدَعُونَكم عَمْداً» كذا هو عند الأَصيليِّ وغَيرِه بفَتحِ الهَمزةِ وتَشديدِ النُّون، ولغَيرِه: «أُرَى» [خ¦٣٤٤] مكان «أدرِي»، قيل: «أَنَّ» هنا بمعنى «لعلَّ»، وقيل ذلك في قَولِه تعالى: ﴿وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءتْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ [الأنعام: ١٠٩]، وقد

<<  <  ج: ص:  >  >>