وفي الحَديثِ الآخَرِ في صِفَة جهنَّم:«كأنَّها متْنُ إِهالَةٍ»، قال ابنُ المُبارَك: أما ترى الدَّسم إذا جمد على رأس المَرقةِ.
وقول هِنْدٍ:«ما كان على الأرضِ أهلُ خباءٍ أحبُّ إليَّ أنْ يذِلَّهم الله مِن أهلِ خِبائِكَ»[خ¦٣٨٢٥] الحديثَ، الظَّاهرُ أنَّها أرادَت بالأهل هنا النَّبيَّ ﷺ، فَكَنَتْ عنه بهذا لقُبحِ المُخاطَبةِ، ثمَّ جاءَت بالحَديثِ على ما تَقدَّم.
قوله:«ليسَ بِكِ على أهْلِكِ هوَانٌ» يريد بالأهلِ نفسَه ﷺ؛ أي: ليس يلحقُك أمرٌ تظُنِّين به هَوانكِ عليَّ.
وقوله:«لأَنْ يلجَّ أحدُكُم في يَمينِه في أهلِه آثَمُ … مِن أنْ يُعطِيَ كفَّارَتَه»[خ¦٦٦٢٥] لعل مَعناه في قَطْعِه رَحِمه.
وفيها ذكر «الأهل» و «الآل»، فالآلُ يَنطَلِق على ذات الشَّيءِ، وقد قيل ذلك في قوله:«اللهُمَّ صَلِّ على آلِ محمَّدٍ وعلى آلِ إبراهِيمَ»[خ¦٣٣٦٩]، ويكون الآل أهلَ بيتِه الأدْنينَ، وفي الحَديثِ:«مَنْ آلُ محمَّدٍ؟ … قال: آلُ عبَّاسٍ وعَقِيلٍ وجَعفَرٍ وعلِيٍّ»، ويكون الآل أتباعَ الرَّجل وأهلَ دينه، وأمَّا أهلُ الرَّجل فأهلُ بَيتِه، وقد ذكَرنا مِن هذا في الهَمزة واللَّام [أ ل و].
في المَواقيتِ:«فهُنَّ لهُنَّ ولمَنْ أتَى عليهِنَّ مِن غَيرِ أهلِهِنَّ»[خ¦١٥٥٦] كذا لأكثَرِ الرُّواةِ في «الصَّحيحَينِ»، وعند الأَصيليِّ وبَعضِهم:«فهُنَّ لأهلِهِنَّ»، وهو الوَجهُ، على أنَّه جاء فيها جمعُ ما لا يَعقِل بالهاء والنُّونِ.
وأمَّا قوله:«لهنَّ» فلا وَجْه له؛ لأنَّه إنَّما يريدُ أهل المَواقيتِ، بدليلِ قَولهِ بعدُ «ولمَنْ أتَى علَيهِنَّ مِن غيرِ أهلِهِنَّ»، كذا جاء في البُخاريِّ على ما ذكَرناه في (باب مُهَلِّ أَهْلِ مكةَ)[خ¦١٥٢٤]، وفي (باب مُهَلِّ أَهْلِ الشَّام)[خ¦١٥٢٦]، وجاء في (بابِ مُهَلِّ مَن كان دُون المَواقيتِ): «فهُنَّ لهُنَّ»[خ¦١٥٢٩] للأكثَرِ، «فهُنَّ لهم» للأَصيليِّ ولبَعضِ رُواةِ مُسلمٍ في حديثِ يحيَى بنِ يحيَى، وهذا صحيحٌ بمعنى لأهلِهِنَّ، وجاء في (باب مُهَلِّ أهل اليمن): «لأَهلِهِنَّ»[خ¦١٥٣٠] بغير خِلافٍ، وفي (باب دُخُول الحرَم بغير إحرامٍ): «هُنَّ