قوله:«وكان أنفَق عليها نفَقَة دُونٍ» كذا رواية الكافَّة، وفي أكثرِ النُّسخِ، وكذا قيَّدناه على الإضافة على القاضي الصَّدفيِّ، وهو وَهْم، وصوابُه:«دوناً» وكذا قيَّدناه على أبي بَحرٍ، وأُرَاه من إصلاحِ شَيخِه القاضي الكِنانيِّ، وقد يخرَّجُ للأوَّلِ وجْهٌ على مَذهَب الكُوفيِّين في إضافة الشَّيءِ إلى نَفسِه.
وقوله في قِصَّة بِنَاء الكَعْبةِ في كتابِ الأنبِيَاء:«فجعَلا يبْنِيان حتَّى يدُورَا حول البيت»[خ¦٣٣٦٤] كذا ضبَطته بخطِّي في رواية الأَصيليِّ، وأكثرُ ما وجَدْته في الأصولِ:«يُدَوِّرَا»، والأوَّل أصوَب وأليَق بمعنى البناء.
الدَّال مع اليَاء
٧٦١ - (د ي ر) وقوله: «اغدُوا إلى هذا الرَّجلِ في الدَّيرِ» هي بِيَع النَّصارى وكنائِسُهم.
٧٦٢ - (د ي ن) وقوله: «دَانٍ مُعرِضاً» بفَتحِ الدَّال؛ أي: اشترى بالدَّين وأعرَض عن الأداء، وقيل: دايَن كلَّ منِ اعترَض له، وسيأتي بقيَّة تفسيره في العين، ويقال فيه أيضاً: ادَّانَ مُشدَّد الدَّال، يُقَال: ادَّان الرَّجل إذا اشْتَرى بالدَّين، وكذلك دَانَ واسْتدَانَ وأدَانَ مخفَّفاً إذا باع به، وقيل: الدَّينُ ما له أجَلٌ، والقَرْضُ ما لا أجَلَ له، وأمَّا الدِّينُ فيَجيءُ بمعنى: الحِساب، والجَزاء، والحُكم، والسِّيرَة، والمُلْك، والسُّلطان، والطّاعة، والتَّوحيد، والعِبادة، والتَّدبير، والعَادَة.
فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ
في تَفسيرِ (التِّينِ والزيتون): «فما الذي يُكَذِّبك بأنَّ النَّاس يُدانُونَ»[خ¦٦٥/ ٩٥ - ٧٣٢٢] كذا للجماعة بالنُّون، وعند القابسيِّ:«يُدالُونَ» باللَّام، وهو وَهْم، والصَّواب الأوَّلُ؛ أي: يجازون، وإنَّما فسَّر به قوله: ﴿فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ﴾ [التين: ٧]؛ أي: المجازاة، من قولهم:«كما تدِينُ تُدَان».
وفي تَفسيرِ السَّجْدة:«إنَّ الله يغفِرُ لأهلِ الإخْلاصِ دَينَهم» كذا للأَصِيليِّ، وللكافَّة:«ذنُوبَهم»[خ¦٤٥٣٧]، وهو الصَّوابُ.
وفي الفِطْر في صَومِ التَّطوُّع:«أهْدِيَ لنا حَيسٌ، فقال: أَدِّيْهِ» كذا لبعضِ الرُّواة، ولكافَّتهم:«أرِنِيه»، والأظهرُ أنَّ هذا هو الصَّواب، وللأوَّلِ وَجْه.