قوله:«تحتَ راعُوفَةِ البِئْر» بالفاءِ هي صخرةٌ تُترَك في أسْفلِ البئرِ عند حَفرِه نائِيَةً ليَجلسَ عليها مُنقِّيه أو المائِحُ متى احتاجَ، ونحوُه لأبي عُبيدٍ، وقيل: بل هو حجَر على رأسِ البئرِ يَستَقي عليه المُستَقي، وقيل: حجَر بارزٌ من طَيِّها يقِفُ عليه المُستَقي والنَّاظرُ فيها، وقال غيرُهم: بل هو حجرٌ ناتِئٌ في بَعضِ البئرِ لم يُمكِن قَطعُه لصَلابتِه فتُرِك، وجاء في بَعضِ رِوَاياتِ البُخاريِّ:«رَعُوفَةٍ»[خ¦٥٧٦٥] بغَيرِ ألفٍ، والمَعروفُ في اللُّغة الأُخْرى: أُرْعُوفة، ويقال: راعُوثَة بالثَّاءِ أيضاً.
قوله:«إنَّ الأُلى رغَّبوا علَينا» كذا جاء في رِوايَة القابسيِّ والنَّسفيِّ وجمهورِهم في حَديثِ أحمدَ بنِ عثمانَ في غَزوةِ الخنْدقِ بتَشديدِ الغَينِ المُعجَمة، وللأَصيليِّ مثلُه لكن بالمُهملة، وقد يكون وجْهُ هذا من الإرْجافِ والتَّفزيعِ والذَّعرِ، ووجْهُ المُعجمَةِ من الكَراهَةِ، وهي في رِوايَة غيرِهِما:«رغَبوا» ومَعناه: كَرِهوا، وصوابُه روايةُ أبي الهَيثمِ:«بَغَوا علَينا»[خ¦٤١٠٦] من البَغيِ، كما جاء في غَيرِ هذا البَابِ [خ¦٢٨٣٧].
قوله:«فلعَلَّ بعضَكُم أن يكونَ أرْعَى له من بَعضٍ» كذلك جاء للأَصيليِّ عن المَروزيِّ في كتاب الأضاحي، وللمُستمليْ مِثلُه، ولغَيرِه:«أَوْعَى»[خ¦٥٥٥٠]، كما جاء في غَيرِ هذا المَوضعِ [خ¦٤٤٠٦]، وهو المُعرُوفُ؛ أي: أضبَطَ وأحفَظَ، وقد تقرُبُ الرِّوايةُ الأُخْرى من معنَى هذه لكن هذه أشهَر وأعرَف.
وقَع في مُسلمٍ في حَديثِ الثَّلاثةِ أصْحابِ الغَار:«حتَّى كَثُرَتِ الأَموال فارْتجعَت» كذا للطَّبريِّ، وهو وهمٌ، وصوابُه:«فارتَعَجت» وقد فسَّرناه [ر ع ج].
في حَديثِ ابنِ عمرَ في الفَضائلِ:«لن تُرَاعَ»[خ¦٣٧٣٨] كذا للجَماعةِ، وللقابسيِّ:«لن تُرَعْ» بالجزمِ، وهو بعِيدٌ إلَّا على لغةٍ شاذَّة لبَعضِ العَربِ تجِزمُ بـ:«لن».
وفي الفَضائلِ:«ومَثلُ ما بَعثَني الله به -قوله: - فَسَقَوا ورَعَوا» كذا لكافَّتِهم، وفي كتابِ العِلمِ في البُخاريِّ:«وزَرَعُوا»[خ¦٧٩] والأوَّلُ أوجَه، وفي رِوَاية بَعضِهم:«ووَعَوا»، وهو تصحِيفٌ ليس هذا مَوضِعه.
الرَّاء مع الغَين
٨٧٥ - (ر غ ب)«والرَّغْباء إليك، والعَمَلُ» رويناه بفَتحِ الرَّاء وضَمِّها، فمن فتَح مدَّ، وهي رِوايةُ أكثرِ شيُوخِنا، ومن