وقوله في حديثِ ابن عبَّاسٍ في الرَّكعتَين بعدَ العصرِ:«كنتُ أصرِفُ النَّاسَ عليها» كذا للسَّمرقنديِّ: بالصَّاد المهمَلةِ والفاءِ، وللكافَّةِ:«أضرِبُ»[خ¦١٢٣٣] وهو الصَّوابُ، وفي «الموطَّأ» ومسلمٍ أيضاً: «كان عمرُ يضربُ الأيدي عليها»
وفي (بابِ ركعتَي الفجرِ): «فلمَّا انصرمنا» كذا عن مسلمٍ، وللكافَّةِ:«انصَرَفْنا» وهما قريبا المعنى؛ أي: انفصلَنا عن الصَّلاةِ، وانقطَعْنا منها، وانصرَفْنا عنها.
وفي الرُّكوبِ في الطَّوافِ:«كراهةَ لا يُصرَفُ النَّاسُ بينَ يدَيه» ويروى: «يُضْربُ» وهما بمعنًى، وهذا أوجَهُ.
وفي حديثِ الصَّدقةِ وإخراجِ فضلِ الماءِ:«إذ جاءَ رجلٌ على راحلتِه فجعلَ يصرِفُ بصرَه يميناً وشِمالاً -فقال النَّبيُّ ﷺ: - مَنْ كان عندَه فضلُ ظهرٍ فليَعُدْ به على مَنْ لا ظهرَ له … » الحديثَ، كذا رويناه من طريقِ السِّجزيِّ والسَّمرقنديِّ، وسقطَ «بصره» للباقين، وعندَ العُذريِّ وابنِ ماهانَ:«يضرِبُ» بالضَّادِ والباءِ، وضبَطْناه عن بعضِهم: بضمِّ الياءِ على ما لم يُسَمَّ فاعلُه، وبعضُهم يفتحُها، وهو أَولى وأشبَهُ بالقصَّةِ وباقي الحديثِ.
وقد روى أبو داودَ وغيرُه هذا الحديثِ، وقال:«فجعلَ يصرِفُها يميناً وشِمالاً» يعني: الرَّاحلةَ، وهو بمعنى: يضرِبُ؛ أي: يسيرُ بها يسألُ. قال الله تعالى: ﴿وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ﴾ [النِّساء: ١٠١].
وفي إسلامِ أبي ذرٍّ:«لَأصرُخَنَّ بها بين أظهُرِهم»[خ¦٣٥٢٢] وعندَ الهَوزنيِّ: «لأضرِبَنَّ» والوجهُ والمعروفُ الأوَّلُ، إلَّا أن يُخرجَه على مثلِ قولِ أبي ذرٍّ:«لأرميَنَّ بها بينَ أكتافِكُم»[خ¦٢٤٦٣].
الصَّاد مع الطَّاء
١٤٨٣ - (ص ط ل) قوله في الأذُنَين: «اصْطُلِمَتا أو لم تُصْطلَما» أي: قُطِعَتا من أصلِهما، والطَّاءُ هنا مبدَلةٌ من تاءِ افتعلَ لقربِها من الصَّادِ. ومثلُه قوله:«من اصطَبحَ كلَّ يومٍ تمراتٍ عجوةً»[خ¦٥٧٦٨] على ما جاءَ في بعضِ الرِّواياتِ، وأكثرُها:«من تصبَّحَ»[خ¦٥٤٤٥] وقد ذكَرْناه، واصْطَبَحَ افْتَعَلَ من ذلك.
١٤٨٤ - (ص ط ف) قوله: «أفضلُ ما اصطفى الله لملائكِته، واصطَفاه» أي: اختارَه واستخلَصَه، والطَّاءُ فيها مبدَلةٌ من تاءِ افتعلَ كما ذكرنا، وحقيقةُ الحرفِ رسمُ الصَّادِ والفاءِ.
وقوله:«اصطَنعَ خاتماً من ذهبٍ»[خ¦٥٨٧٦] أي: سألَ أن يُصنَعَ له وأَمرَ بذلك، والطَّاءُ هنا مبدَلةٌ من تاءِ افتعلَ كالأولى، ورسْمُه الصَّادُ والنُّونُ، ومثلُه في