للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

«لا يدخُلُ الجنَّةَ منَّانٌ».

[فصل الاختلاف والوهم]

قوله: «لو كانت لي مَنعةٌ» [خ¦٢٤٠] بفتح الميم؛ أي: جماعةٌ يمنعونَني، جمعُ مانِعٍ، وهو أكثرُ الضَّبطِ فيه. ويُقال: بسكون النُّون أيضاً؛ أي: عِزَّةَ امتناعٍ أمتنِعُ بها، وبفتحِها ضبطَه الأصِيليُّ، وكذا الكلمة الأخرى في الحديثِ الآخرِ: «في عزٍّ ومَنعَةٍ» [خ¦٣٣٧٧] بالفتحِ والإسكانِ في كتاب البخاريِّ على ما تقدَّم من الوجوهِ، وهو مذهبُ الخليلِ، وأنكرَ أبو حاتمٍ الإسكانَ، اسمُ الفَعلةِ من منعَ، أو الحالُ بتلكَ الصِّفةِ، أو مكانٌ بتلكَ الصِّفةِ.

وقولُه في الضَّحايا: «وذكر مُنَّةً من جيرانِه» كذا للأَصِيليِّ وأبي الهيثمِ بالميم، ولم يضبِطْه الأَصيليُّ، ولابنِ السَّكَنِ ورواةِ مسلمٍ: «هَنَةً»، وللفارسيِّ: «هيئةً»؛ فيحتملُ أنَّها: بضمِّ الميمِ وتشديدِ النُّونِ؛ أي: ضَعفاً وحاجةً؛ قال ابنُ دريدٍ: هو من حروفِ الأضدادِ: رجلٌ ذو مُنَّةٍ، إذا كان قويَّاً، ورجلٌ ذو مُنَّةٍ إذا كان ضعيفاً، ومَنَّه السَّيرُ يَمُنُّه؛ إذا أجهدَه وأضعفَه، وروايةُ ابن السَّكنِ أيضاً لها وجهٌ، والهَنَةُ يعبَّرُ بها عن الحاجةِ وعن كلِّ شيءٍ، وقد جاء في الحديثِ الآخرِ: «وكان عندَهم ضَيفٌ فأمرَ أن يذبَحوا قبلَ الصَّلاةِ ليأكُلَ ضيفُهُم» [خ¦٦٦٧٣] فأمَّا روايةُ الفارسيِّ فوهمٌ لا وجهَ لها.

وقولُ عائشةَ في حديثِ ابنِ نُمَيرٍ في الحجِّ: «سمعتُ كلامكَ مع أصحابِكَ فمُنِعْتُ العمرةَ» كذا للسِّجزيِّ هنا، وكذا خرَّجَه البخاريُّ [خ¦١٥٦٠]، وهو الصَّوابُ، وعندَ بقيَّةِ رواةِ مسلمٍ: «فسمِعْتُ بالعمرةِ» وهو تصحيفٌ.

وفي الشُّروطِ في حديثِ أبي بَصيرٍ: «قدِمَ على النَّبيِّ من مِنىً مهاجراً» كذا للهَرَويِّ والنَّسَفيِّ وابنِ السَّكنِ، وهو وهمٌ، وصوابُه روايةُ الأصيليِّ: «مؤمناً» [خ¦٢٧٣٣].

وقولُه في صدرِ كتابِ مسلمٍ «ونقدِّمُ الأحاديثَ التي هي أسلمُ من العيوبِ، وأنقى من أن يكونَ ناقِلوها أهلَ استقامةٍ» قال بعضُهم: صوابُه: «وهو أن يكونَ ناقِلوها» قال القاضي : والكلامُ على جهتِه صحيحٌ، و «من» هنا لاستئنافِ الكلامِ وابتداءِ فصلٍ بعد تمامِ غيرِه، وهو ممَّا قدَّمنا من معانيها.

وقوله في غزوةِ الطَّائفِ: «ومعه عشرةُ آلافٍ من الطُّلَقاءِ» كذا في حديث محمَّد بن بشَّارٍ، وهو وهمٌ، وصوابُه: «عشرةُ آلافٍ، والطُّلقاءُ» [خ¦٤٣٣٧] كما جاء في حديثِ غيرِه؛

<<  <  ج: ص:  >  >>