وقيل: إنَّها هنا على أصلِها من التَّصفيةِ؛ لأنَّ المُعذَّبين بالنَّارِ من المؤمنينَ المُذنبين؛ إنَّما عُذِّبوا من أجلِ ذنوبِهم فكأنَّهم صُفُّوا منها وخُلِّصُوا، فسألَ النَّبيُّ ﷺ أن لا يكونَ من هؤلاءِ، وكذلك سؤالِه لأمَّتِه ذلك، لكن بعفوِ الله ورحمتِه، وتفريقِه في الدُّعاءِ بين «فتنةِ النَّارِ»، و «عذابِ النَّارِ»[خ¦١٣٧٧] حجَّةٌ لهذا القائلُ؛ أي: ممَّن يُعذَّبُ بالنَّارِ عذابَ الكفَّارِ، وهو حقيقةُ التَّعذيبِ والخلودِ، وقد بسطنا هذا والفرقَ بينَ عذابِ المذنبينَ والكفَّارِ في شرحِ مسلمٍ.
وقوله في خروجِ النَّبيِّ ﷺ وهم يصلُّون «فَكِدنَا نَفتَتِن» * [خ¦٦٨٠] أي: نخلطُ في صلاتِنا، ونذهلُ عنها، وقيل عن سعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ:«فتنة الدُّنيا: … الدَّجَّالُ»[خ¦٦٣٦٥].
١٨٠١ - (ف ت ش) قولها: «لم يَطأ لنا فِراشاً، ولم يُفَتِّش لنا كَنَفاً مُذ أتيناه»[خ¦٥٠٥٢] كنايةٌ عن القُربِ منها، والكَنَفُ: السِّترُ، وهو هنا الثَّوبُ كنَّت بتفتُّشِه عن الاطِّلاعِ على ما تحتَه، وعن إعراضِه عن الشُّغلِ بها.