وفي:(إذا لم يَشتَرِط السِّنين في المُزارَعة): «وإنَّ أَعْلَمَهم أخبَرَني يعني ابنَ عبَّاسٍ»[خ¦٢٣٣٠] كذا لكافَّتِهم، وهو الصَّوابُ، وعند النَّسفيِّ:«وإنِّي أَعْلَمُهُم خبَراً» عن نَفسِه، والأوَّلُ الأوْجَه.
قوله:«وإِنَّا إنْ شاءَ الله بِكُمْ لاحِقُونَ» قيل: مَعناه: إذ شاء الله؛ لأنَّه ﷺ على يَقينٍ من وَفاتِه على الإيمانِ، والصَّوابُ أنَّه على وَجهه من الشَّرطِ والاستثناء، ثمَّ معناه مُختلَف فيه لأجل أنَّ الاستثناءَ لا يكون في الجَوابِ، فقيل: معناه: لاحِقُون بكم في هذه المَقبَرة، وقيل: المُرادُ بذلك امتثال قوله تعالى: ﴿وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا. إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ﴾ [الكهف: ٢٣ - ٢٤] وهذا على التَّبريِّ والتَّفويضِ وإنْ كان في واجبٍ، كقَولِه تعالى: ﴿لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ﴾ [الفتح: ٢٧] وهذا واجبٌ من الله، وقيل: الاستِثناءُ في الوَفاةِ على الإيمانِ والمُرادُ من معَه من المُؤمنِين.
٧١ - (أ ن ف) في حَديثِ ابنِ عمرَ ﵄ قُولُ القَدرِيَّة: «إنَّ الأمْرَ أُنُفٌ» بضمِّ الهَمزةِ والنُّونِ؛ أي: مُستَأنف مُبتَدأ لم يُسبَق به سابق قَدَر ولا عِلْم، وهو مَذهبُ غُلاةِ القَدرِيَّة وبعضِ الرَّافضةِ، وكذَبوا لعنَهم الله، وأمَّا الجارِحةُ فبِفَتحِ الهَمزةِ وسُكونِ النُّونِ لا غير، وأَنْفُ كلِّ شيءٍ طرفُه ومُبتَدأه.
وقوله في غَيرِ حَديثٍ:«آنِفاً»[خ¦٣٧٣] بمَدِّ الهَمزةِ وكَسرِ النُّونِ؛ أي: قريباً، وقيل: في أوَّلِ وقْتٍ كنَّا فيه، وقيل: السَّاعة، وكلُّه بمعنًى من الاستئنافِ والقُربِ، و «أُنزِلَتْ عليَّ سُورَةٌ آنِفاً» منه.