للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بتخفيفِ الميم وكسرِها، وكلُّ هذِه غيرُ معلومةٍ في كلام العربِ في معنًى يستقيمُ به مفهومُ هذا الحديثِ، وأشبهُ ما فيه عندِي روايةُ أبي الهيثم: «ضَمَزَ لي» بالزايِّ، لكنَّ صوابَه: «ضمَّز بي» بتشديدِ الميم؛ أي: سكَّتنِي، يُقال: ضَمِزَ الرَّجلُ: سَكَت، وضمَّز غيرَه: سكَّته، وما بَعدَه وما قبلَه من الكلام يدلُّ على صَوابِه؛ لأنَّه ذكرَ تعظيمَ أصحابَ ابنِ أبي ليلى له، وردَّ هذا فتياه عليه ثمَّ احتجاجَ ذلك بعدُ لنفسِه، أو ما في رواية غير ابنِ السَّكنِ والنَّسفيِّ: «فغمَّضَ لي بعضُ أصحَابِه» فإن صحَّت فمعناه: نبَّهنِي بذلك؛ من تغميضِ عينيه على السُّكوتِ.

الضَّادُ مع الطَّاءِ

١٥٥٧ - (ض ط ب) قوله: «الاضطِباعُ» هو التحافٌ مخصوصٌ، وهو أن يُدخِل رداءَه من تحتِ يدِه اليمنَى فيُلقِيهِ على منكبِه الأيسرِ.

وقوله: «جُنَّتان من حديدٍ قد اضطَرَّتْ أيديهِما إلى تراقيهِما» [خ¦٢٩١٧] أي: ضُمَّت وأصلُه -والله أعلم- اضتَرَّتْ؛ افتَعَلت من الضَّرَرِ والضَّرورةِ، فأبدلت التَّاءُ طاءً لأجلِ الضَّادِ، قال بعضُهم: ووجه الكلام: قد اضطُرَّتا، أو قد اضطُرَّت بضمِّ الطَّاء، قالَ القاضِي : ولا ننكرُ صحةَ معنى الرِّوايةِ؛ أي: قد اضطُرَّت كلُّ جُنَّةٍ منها، أو قد اضطُرَّت حالتُهما تلك، أو لبستُهما وشبهُه.

الضَّادُ مع النُّونِ

١٥٥٨ - (ض ن ك) قوله في التَّفسيرِ: «﴿مَعِيشَةً ضَنكًا﴾ [طه: ١٢٤] الضَّنَكُ: الشَّقاءُ» [خ¦٦٥/ ٢٠ - ٦٩٠٤] وإنَّما هو الضِّيقُ والشدَّةُ، وإن كان المعنى متقارباً شيئاً، وقد جاءَ في حديثٍ أنَّه: «عذابُ القبرِ».

١٥٥٩ - (ض ن ن) في حديثِ الأنصارِ: «إلَّا الضِّنَّ برسولِ الله » بكسرِ الضَّادِ؛ أي: البُخلَ به والشُّحَّ عن أن يرجِعَ عنَّا إلى قومِه.

وقوله: «ولا تَضِنَّنَّ عليَّ» أي: لا تَبخَلَ، يُقال: ضَنَّ يضِنُّ بالشَّيء ضِنَّاً وضنانةً، ويَضَنُّ وضَنِنت وضَنَنتُ، والأجودُ ضَنِنت بالكسرِ فأنا أضَنُّ بالفتحِ، ويُروى: «ولا تَضَنَّ»، ويُروى: «عنِّي» مكانَ «عليَّ»، وهي روايةُ عبيدِ الله، و «عليَّ» لابنِ وضاحٍ، وكلاهُما صحيحٌ.

الضَّادُ مع العينِ

١٥٦٠ - (ض ع ف) قوله: «أَضعفتَ أَربَيتَ» أي: أعطيتَه ضِعفَ ما أعطاكَ، واختُلفَ في مقتضَى لفظَةِ الضِّعفِ، فقالَ أبو عُبيدة: إنَّ الضِّعفَ واحدٌ، وهو مِثْلُ الشَّيءِ، وضِعفَاه: مِثلاهُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>