مَضَبَّةٍ» الغائطُ: المُنخفِضُ من الأرضِ، وبه سمِّيَ الحَدثُ؛ لأنَّهم كانوا يقصدونَه لذلك يستترونَ فيه، والمضَبَّةُ: ذاتُ الضِّبابِ الكَثيرةِ، وقد ذكرناه والخلافَ فيه والوَهمَ في حرفِ الحاءِ، وفي حَرفِ الضَّادِ.
١٧٧٥ - (غ و ل) قوله: «ولا غُول» بضمِّ الغينِ، جاءَ في الحديثِ تفسيرُها:«الغُولُ التي تَغَوَّلُ» بفتحِ التَّاءِ والغينِ؛ يريدُ: تتلوَّنُ في صورةٍ مثل الغِيلانِ؛ سَحَرةِ الجنِّ، وكانت العربُ تقول: إنَّ الغيلانَ تتراءَى للنَّاسِ فتتغوَّلُ تغوُّلاً؛ أي: تتلوَّنُ لهم، وتُضِلُّهم عن الطَّريقِ وتهلكُهم، فأبطلَ النَّبيُّ ﷺ هذا الشَّأنَ.
١٧٧٦ - (غ و غ أ) قوله: «غَوْغَاءُ الجَرَادِ»[خ¦٦٥/ ١٠١ - ٧٣٤٦] ممدودٌ، قيل: هو الجرادُ نفسُه، وقيل: هو صغارُها، وإضافتُه إلى الجرادِ يُصحِّحُ هذا؛ وهو إذا ظهرَت أجنحتُه واستقلَّ وماجَ بعضُه في بعضٍ، يُشبَّه به سَفلَةُ النَّاسِ، وقال أبو عبيدةَ: هو شيءٌ يشبِه البعوضَ إلَّا أنَّه لا يعضُّ.
١٧٧٧ - (غ و ي) قوله: «غَوَت أمَّتُك»[خ¦٣٣٩٤]، و «من يَعصِهِما فَقَد غَوَى»، و «أغويتَ النَّاسَ» كلُّه من الغيِّ؛ وهو الانهماكُ في الشَّرِّ، يقال منه: غَوى يغوِي غَيّاً وغَوَايةً، وأمَّا قوله تعالى في آدمَ: ﴿فَغَوَى﴾ [طه: ١٢١] فمعناه: جَهِلَ، وقيل: أخطَأ، وقد قال في الآيةِ الأخرَى: ﴿فَنَسِيَ﴾ [طه: ١١٥].
فَصلُ الاختِلافِ والوَهم
قوله:«بينا النَّبيُّ ﷺ في غارٍ فَنُكِبَت إِصبَعُهُ، فقال: هَل أنتِ إلَّا إصبَعٌ دَمِيتِ!» قال الكسائيُّ: لعلَّه في غزوٍ؛ بدليلِ الرِّوايةِ الأخرَى:«في بَعضِ المَشاهِد»[خ¦٢٨٠٢] قال القاضي ﵀: لا يبعُد أن يتَّفقَ له نزوله في غارٍ، في بعضِ منازِله، في مشاهدِه فلا يكون بينَهما تنافرٌ، أو يكونَ الغارُ هنا: الجيشُ نفسُه، ومنه الحديثِ الآخرِ:«ما ظَنُّك بامرِئٍ جَمَع بَين هَذَين الغَارَين» أي: الجيشَينِ، والغَارُ: الجَمعُ الكثيرُ، قال المؤلِّف: لعلَّه في مغارٍ فخفيتِ الميم.
وقولُه في الجهادِ:«استَقبَل سَفَراً بَعِيداً ومَغَاراً» كذا لابنِ السَّكنِ: بالغينِ المعجمةِ والرَّاءِ، وللأَصيليِّ والقابسيِّ والنَّسفيِّ وأبي الهيثم:«مَغازاً» بالزَّايِ، وللحمُّوْييِّ والمستمليْ وأبي نُعيمٍ:«مَفَازَاً»[خ¦٢٩٤٨] وهذا هو الصَّحيحُ، وكذلك عندَ مسلمٍ بغيرِ خلافٍ، وعندَه للسِّجزي:«مفاوزَ» وهو ممَّا يُصحِّح ما قلناه،