وقوله:«أسمعُ صَريفَ الأقلامِ»[خ¦٣٤٩] هو صَريرُها على اللَّوحِ ونحوِه حينَ الكتابةِ.
١٤٨٢ - (ص ر ي) قوله: «من يَصْريني منكَ يا ابنَ آدمَ» بفتحِ الياءِ وسكونِ الصَّادِ، كذا الرِّوايةُ؛ أي: من يقطعُني، والصَّرى: القطعُ، قال الحربيُّ: إنَّما هو من يَصْريكَ عنِّي؛ أي: يقطعُكَ عن مسألَتي.
وقوله:«نهى عن تصريةِ الإبِلِ»[خ¦٢١٤٨] هو حبسُ اللَّبنِ في ضروعِها لتُباعَ كذلك يَغرُّ بها المشتري، ومنه:«المُصَرَّاة»[خ¦٢١٥١] وهي التي يُفعَلُ بها ذلك، وهي:«المُحَفَّلة»[خ¦٢١٤٩] يقال: صَرَّيتُ الماءَ في الحوضِ، إذا جمعتَه، وذكرَ البُخاريُّ:«صرَّيتُ الماءَ»[خ¦٣٤/ ٦٤ - ٣٣٦٠] مشدَّداً، وهو صحيحٌ أيضاً.
[فصل في الاختلاف والوهم]
قوله:«لا تُصَرُّوا الإبلَ»[خ¦٢١٤٨] كذا صحيحُ الرِّوايةِ، والضَّبطُ في هذا الحرفِ: بضمِّ التَّاءِ وفتحِ الصَّادِ وفتحِ لامِ الإبلِ من صرَّى: إذا جمَعَ، مثقَّلٌ ومخفَّفٌ، وهو تفسيرُ مالكٍ والكافَّةِ له من أهلِ اللُّغةِ والفقهِ، وبعضُ الرُّواة يحذِفُ واوَ الجمعِ ويضمُّ لامَ الإبلِ على ما لم يُسَمَّ فاعلُه، وهو خطأٌ على هذا التَّفسيرِ، لكنَّه يُخرَّجُ على تفسيرِ من فسَّرَه بالرَّبطِ والشَّدِّ، من صرَّ يَصُرُّ، وقال فيه: المَصْرورة، وهو تفسيرُ الشَّافعيِّ لهذه اللفظةِ، كأنَّه بحبسِه فيها ربطَ أخلافَها وشدَّها لذلك، وبعضُهم يقوله:«تَصُرُّوا» بفتحِ التَّاءِ وضمِّ الصَّادِ ونصبِ اللَّامِ وإثباتِ واوِ الجمعِ، ولا يصحُّ أيضاً إلَّا على التَّفسيرِ الآخرِ من الصَّرِّ، وكان شيخُنا أبو محمَّد ابن عتَّابٍ يقول للقارئِ عليه والسَّامعين: اجعلُوا أصلَكم في هذا الحرفِ متى أشكلَ عليكم ضبطُه قولَه تعالى: ﴿فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى﴾ [النجم: ٣٢] واضبِطوه على هذا المثالِ فيرتفعُ الإشكالُ، ويحكي ذلك لنا عن أبيه، لأنَّه من صرَّى مثل: زكَّى.