ناحيةً، يُقال: جلستُ نَبذةً ونُبذةً، بالفتحِ والضَّمِّ؛ أي: ناحيةً، ويرجعُ إلى معنى الطَّرحِ، كأنَّه طُرِحَ في غيرِ موضعِ قبورِ النَّاس، والنَّبذُ: الرَّميُ والطَّرحُ. ومنه:«فنَبَذَ خاتَمَهُ فنَبذَ النَّاسُ خَواتِيمَهم»[خ¦٥٨٦٧]، ومَن رواه بغيرِ تنوينٍ على الإضافةِ فمعناه: قبرُ لقيطٍ وولدِهِ مطروحٌ، والرِّوايةُ الأولى أصحُّ؛ لأنَّه جاء في روايةِ البخاريِّ، عن ابنِ حرْبٍ، في حديثِ ابنِ عباسٍ في التي:«كانتْ تقُمُّ المسجدَ»[خ¦٤٦٠].
وقوله:«وجدْتُ مَنْبُوذاً»[خ¦٥٢/ ١٦ - ٤١٦١] منه، وقد اختُلِفَ في المنبوذِ واللَّقيطِ، فقيل: هما سواءٌ، وقيل: اللَّقيطُ ما التُقِطَ صغيراً في الشدَّائدِ والجلاءِ وشِبْهِ هذا، والمنبوذُ: ما طُرِحَ صغيراً لأوَّلِ ما وُلِدَ؛ قال مالكٌ: لا أعلمُ المنبوذَ إلَّا ولدَ زنى، وقيل: اللَّقيطُ: إذا أُخِذَ، والمنبوذُ: ما دامَ مطروحاً، ولا يسمَّى لقيطاً إلَّا بعد أخْذِهِ.
وقوله:«كيفَ يُنبَذُ إلى أهلِ العهد؟»[خ¦٥٨/ ١٦ - ٤٩٥٢]، و «فنبذَ أبو بكرٍ في ذلكَ العامِ إلى النَّاس»[خ¦٣١٧٧].
وقوله:«فانتبذَتْ منه»[خ¦٢٢٥] أي: بَعُدَتْ ناحيةً.
وقوله:«فنَبذَتْهُ الأرضُ»، و «فتركُوه منبوذاً» أي: طرحتْهُ ممَّا تقدَّم.
١٢٩٧ - (ن ب ر) قوله: «فتراه مُنْتَبِراً»[خ¦٦٤٩٧] أي: مُنْتَفِطاً.
١٢٩٨ - (ن ب ط) وذكر: «النَّبَطَ»[خ¦٦٥/ ٥٥ - ٧١٦٦]، و «النَّبِيطُ»[خ¦٢٢٤٤]، و «الأنباط»[خ¦٢٢٥٤] جمْعُهُ؛ وهم نصارى الشَّامِ الذين عمَرُوها، وأهلُ سوادِ العراق، وقيل: جيلٌ وجنسٌ من النَّاس، ويحتَملِ أنَّ تسميتَهم بذلكِ لاستنباطِهِم المياهَ واستخراجِهَا، واسمُ الماء: النَّبَط، وقيل: بل سمِّي بذلك من أجلِهِم واسمِهِم لفعلِهِم ذلك، وعِمَارَتِهِم الأرضَ.