أي: تَنزِيهاً له عن الأنْدادِ والأوْلادِ والنَّقائصِ، وهو مَنصُوب عند النُّحاة على المَصدرِ كالكُفران والعُدوان؛ أي: أسبِّحك تَسبِيحاً وسُبحاناً، أو سبَّح الله سُبحاناً وتَسبِيحاً، ومعناه التَّنزيه؛ أي: أنزِّهك يا ربُّ وأقدِّسُك عن كلِّ سوءٍ، وأُبرئك من كلِّ نقصٍ وعيبٍ، وقيل: إنَّه من قولهم: سبَح الرَّجلُ في الأرض إذا دخَل فيها، ومنه: فرَس سابح، وقيل: هو الاستِثْناء من قَولِهم: ﴿أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ﴾ [القلم: ٢٨] قيل: تستَثنُون، كأنَّه نزَّه واستَثنَى من جملة الأنْدادِ.
وقوله:«سُبْحة الضُّحى»[خ¦١١٢٨] بضمِّ السِّين وسكون الباء، وهي صَلاتُها ونافِلتُها، ومنه:«وكنْتُ أُسبِّحُ»[خ¦٣٥٦٨]، و «أقْضي سُبْحتي»[خ¦٣٥٦٨]، و «أصلَّى في سُبْحتِه قاعداً»، و «يتحرَّى … مَكانِ المُصحَفِ يُسبِّح»، ومنه:«واجعلُوا صلاتَكم معهم سُبْحةً» أي: نافِلَةً.
وقوله في البُخاريِّ في صَلاةِ العيدِ: و «ذلك حين التَّسبيحِ»[خ¦١٣/ ١٠ - ١٥٣٠] أي: صلاة سُبْحة الضُّحى ونافلتها، وسُمِّيت الصَّلاة سُبحة وتَسبِيحاً لما فيها من تَعظيمِ الله تعالى وتَنزيهِه، قال الله تعالى: ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ﴾ [الصافات: ١٤٣] أي: المُصلِّين.
وذكر:«المُسبِّحة»[خ¦٥٨٣٠] وهي السَّبَّابةُ من الأصابعِ، سُمِّيت بذلك؛ لأنَّه يُشار بها في الصَّلاة للوَحدانِيَّة والتَّنزيهِ، وفي حَديثٍ آخرٍ ذكرَها فقال:«السَّبَّاحة» بمَعناه.
و ﴿سَبْحًا طَوِيلًا﴾ [المزمل: ٧] قيل: تصرُّفاً في حَوائجِك، وقيل: فراغاً لنَومِك باللَّيل، والسَّبحُ أيضاً: السَّعيُ كسبح السَّابحِ في الماء، قال الله تعالى: ﴿كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾ [الأنبياء: ٣٣].
٢٠٢٠ - (س ب خ) قوله: «أرضٌ سَبِخة»[خ¦٢٦٩١] بكَسرِ الباء، و «سِبْخَة الجُرُف»، و «هل يتيمَّم بالسِّباخ» السَّبخةُ-بالفتح-: الأرضُ المالحةُ، وجمعُها: سِباخٌ، وإذا وصَفْت بها الأرضَ قلت: أرضٌ سَبِخة، واختَلَف الفُقهاءُ في التَّيمُّم عليها، فمن يشتَرِط التُّرابَ المُنبِت ويَتأوَّل أنه معنى قوله: ﴿صَعِيدًا طَيِّبًا﴾ [النِّساء: ٤٣] لم يرَ التَّيمُّم عليها، ومن يَتأوَّله طاهراً أجازَه.
٢٠٢١ - (س ب د) قوله في صِفَة الخوارجِ وعَلامتِهم: «التَّسبِيدُ»[خ¦٧٥٦٢] هو الحلاق للرُّؤُوس، كما جاء في اللَّفظِ الآخَرِ:«آيتهم التَّحلِيق» * [خ¦٧٥٦٢]، قيل:«التَّسبِيدُ» الحَلْق واستِئصالُ الشَّعرِ، وهذا قولُ الأصمعيِّ، وقيل: تركُ التَّدهُّن وغسلِ الرَّأسِ، وهذا قولُ أبي عُبيدٍ، والأول أظهَرُ؛ لموافقة الرِّوايات الأُخَر بـ:«التَّحليقِ».