للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقيل: من رفعِ الرِّجل؛ لأنَّه من هَيأتِه، وقيل: من رَفعِ الصَّداقِ فيه، وبُعدِه منه.

٢٢١٩ - (ش غ ف) قوله: «شَغَفَنِي رَأيٌ مِن رأيِ الخَوَارجِ» ضبَطْناه بالغَينِ والعين معاً؛ أي: لصق بقَلبِي وداخَلُه، والشِّغافُ: حجابُ القَلبِ، وقيل: سُويدَاؤُه، وهو الشَّغفُ أيضاً، ويكون «شغَفنِي» أيضاً أي: عُلِق بي، وقيل: ذلك معاً في قوله تعالى: ﴿شَغَفَهَا حُبًّا﴾ [يوسف: ٣٠]، وعلى رِوايَة العين المُهملةِ يكون بمعنَى ما تقدَّم؛ أي: لصق بأعْلَا قَلبِي، وشَغفته أعْلَاه، وهو معلَّق النِّياط، قال أبو عُبيدٍ: المَشغُوف بالمُعجمةِ: الَّذي بلَغ حبُّه شَغافَ قَلبِه، وبالمُهملةِ الَّذي خلص الحبُّ إلى قَلبِه فأحرَقَه، ويكون أيضاً بمعنَى: أفزَعَني وراعَنِي، قال الهرويُّ: الشَّغفُ: الفزَع حتَّى يذهبَ بالقَلبِ، وقد مرَّ تفسِيرُ الشَّعف بالعَينِ المُهملةِ.

الشِّين مع الفَاء

٢٢٢٠ - (ش ف ر) قوله: «فأَخَذتُ الشَّفْرةَ» بفتحِ الشِّين: السِّكينُ نفسُها، وشَفرَةُ السَّيفِ: حدُّه، و «شَفِير جَهنَّمَ» [خ¦٧٠٢٨] حرفُها، وكذلك: «شَفِير الوَادِي» [خ¦٤٨٤]، و «شُفر العَين» منبَت شِعر الجفنِ، وهو حرفُه، بضمِّ الشِّين وفَتحِها.

٢٢٢١ - (ش ف ع) قوله: «قَامَ في الشَّفْعِ»، و «إنْ كان صلَّى خَمساً شَفَعْنَ له صَلاتَهُ»، و «شَفعَها بهَاتَينِ السَّجدَتَينِ».

وذكر: «الشَّفعُ والوترُ» [خ¦٦٠٣] قال القَتبيُّ: الشَّفع: الزَّوجُ، وأمَّا في الآيةِ فقيل: الوَترُ الله، والشَّفعُ: جميع الخَلقِ، وقيل: الشَّفعُ: يوم النَّحر، والوَترُ: يوم عرفةَ، وقيل: الشّفعُ والوترُ الأعدادُ كلُّها، وقيل: الوَترُ آدَم شُفِع بزَوجِه حَوَاء.

وقوله: «الشُّفْعَةُ في كلِّ شِركٍ وفي كلِّ ما لم يُقسَم من أَرض» بسُكونِ الفَاء، قال ثعلبٌ: الشُّفعةُ اشتِقاقُها من الزِّيادة؛ لأنَّه يضمُّ ما شفع فيه إلى نَصيبِه.

وذكر: «الشَّفَاعَة في الآخر» [خ¦٣٣٥]، و «ادَّخَرْتُ دَعوَتِي شَفاعةً لأُمتي يَومَ القيامةِ» [خ¦٦٣٠٤] معناها: الرَّغبةُ، وهي من هذا لزِيادَتِه في الرَّغبةِ والكَلامِ، وشَفعِ أوَّل كَلامِه بآخِرِه.

وأمَّا قولُه في أبي طالبٍ: «لَعلَّه تَنْفعُهُ شَفَاعَتِي يومَ القيامةِ» [خ¦٣٨٨٥] على سَبيلِ التَّجوُّز؛ لأنَّ الله قد نهَاه عن الاستِغْفار لمِثْلِه، وأعلَمَه أنَّه لا تَنفعُهم شَفاعَة الشَّافعِين؛ أي: لا يشفَع فيهم ولا لهم شُفعَاء، وأنَّها شَفاعَة بالحالِ أي بركتي وكونه من نَسبِي [سببي]، فيُخفَّف عنه، «فيكون في ضَحْضَاحٍ مِن نَارٍ» [خ¦٣٨٨٣]، كما جاء في الحَديثِ، وهو

<<  <  ج: ص:  >  >>