في حديثِ وُهيبٍ:«كما تنبُتُ الحِبَّةُ في حَمْأةِ السَّيل -أو- حَميلةِ السَّيلِ»، ورُويَ في:«حمِئةِ السَّيل» وهما بمعنَى الحَمأة، والحَمْأةُ: الطِّينُ الأسودُ المتغيِّر؛ قال الله تعالى: ﴿مِّنْ حَمَأٍ مَّسْنُونٍ﴾ [الحجر: ٢٦]، و ﴿فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ﴾ [الكهف: ٨٦] على قراءةِ من قرأها بالهمزِ، وهي بمعنَى:«حميل السَّيل»، أو قريبٌ منه الرِّوايةُ المشهورةُ في الحديث؛ أي: ما احتَمله من الغُثاء والطِّين، ورأيتُ الصَّابونيَّ قد فسَّره على غيرِ وجهِه فأبعَد، قال: يُقال: مَشى في مَشْيَتِه؛ أي: في حَمْلَته.
وقوله:«الحَمُو»«ألَا إنَّ الحَمُوْ الموتُ»[خ¦٥٢٣٢] كذا جاءت فيه الرِّوايةُ: بفتحِ الحاء وضمِّ الميم دونَ همزٍ، وفيه لغاتٌ؛ يُقال: هذا حَمُوك، بضمِّ الميم في الرَّفع، ورأيتُ حَماك، ومررتُ بحَمِيك، ولغةٌ أخرى: هذا حَمْؤُك، بسكونِ الميم ورفعِ الهمزة، ورأيتُ حَمْأك، ومررتُ بحَمْئِك، أُجرِي الإعرابُ في الهمزةِ أيضاً، ولغةٌ ثالثةٌ: هذا حَمُك، ومررتُ بحَمِك، ورأيتُ حَمَك، بغيرِ همزةٍ ولا واوٍ، ولغةٌ رابعةٌ: هو حَماها، مقصورٌ، كذا في الرَّفع والنَّصب والخَفض، فسَّره اللَّيثُ في «صحيح مسلم» بأنَّه: «أخُو الزَّوج، وما أشبَهَه من أقاربِ الزَّوجِ؛ العمُِّ ونحوِه»، وفي رواية:«ابنُِ العمِّ ونحوه» وكلاهما صحيحٌ، وقال الأصمعيُّ: الأحماءُ من قِبَلِ الزَّوج، والأخْتانُ من قِبَلِ المرأة، قال أبو عليٍّ القاليِّ: والأصْهارُ يقَع عليهما جميعاً، وقال يعقوب: كلُّ شيءٍ من قِبَلِ الزَّوج؛ أخوه أو أبوه أو عمُّه فهم الأحماءُ، وقال أبو عُبَيد: الحَمْوُ أبو الزَّوج، قال أبو عليٍّ: يُقال: هذا حمٌ، وللمرأة حماةٌ لا غيرُ.
ومعنى:«الحَمُو الموتُ» قيل: كما يُقال: الأسدُ الموتُ؛ أي: لقاؤُه مثلُ الموت؛ لما فيه من الغَرر المؤدِّي إلى الموت؛ أي: الاجتماعُ مع الأحماء والخُلوةُ بهم كذلك، إلَّا من كان ذا مَحْرمٍ منهم، وقيل: يقول: فلْيَمُت ولا يفعَله، وقيل: لعلَّه إنَّما عبَّر عنه بالموت؛ لما فيه من أحرُفِ الحِمام، وهو الموتُ.
٤٩٤ - (ح م ت) وقوله: «كأنَّه حَمِيتٌ»[خ¦٤٠٧٢] بفتحِ الحاء وكسرِ الميم وياءٍ بعدها باثنتَين تحتَها، وآخِرُه تاءٌ باثنتَين فوقَها، هو زِقُّ السَّمن خاصَّةً، فشُبِّه به الرَّجلُ السَّمينُ الدَّسِمُ.