للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

آخرَ: «على ناقةٍ خَرمَاء»، وفي الآخرِ: «مُخضرَمةٍ» قال الحربيُّ: والعَضْبُ والجَدْعُ والخَرْمُ والقَصْوُ والخَضرَمةُ كلُّه في الأذُنِ، فقيلَ في الحديثِ الأوَّلِ: إنَّه اسمُها، وإن كانَت عضباءَ الأذُنِ فقَد جُعلِ اسماً لها، قال القاضي : إذا كانَتِ الأحاديثُ جاءَت بذلك، باختلافِ هذه الصِّفات فيها، لا سيَّما في وقوفِه عليها في موطنٍ واحدٍ في حجَّةِ الوداعِ، وفي حديثِ المسابقةِ؛ فدلَّ أنَّها ناقةٌ واحدةٌ، كما قيل: اسمُها: العضباءُ، وكانَت معضوبةَ الأذُنِ ومقصوَّته ومجدوعتَه، فوصِفَت مرَّةً بعضباءَ، ومرَّةً بقصواءَ، ومرَّةً بجَدعاءَ، ولا تبقَى حجَّةٌ لمن زعمَ أنَّها نوقٌ للنَّبيِّ ، لكلٍّ منها اسمٌ أو صفةٌ بخلافِ غيرِها على ما ذهبَ إليه بعضُهم؛ إذ لم يكَن في خطبتِه في حجَّةِ الوداعِ إلَّا على واحدةٍ، وقال الدَّاوديُّ: إنَّما سمِّيَت بذلك لسبقِها؛ أي: إنَّ عندَها أقصَى السَّبقِ وغايةَ الجريِ.

١٦٦٧ - (ع ض ت) «ألا أنبئكم ما العِضَه؟ النَّمِيمَة القالَةُ بينَ النَّاسِ» كذا جاءَ مفسَّراً في الحديثِ، وكذا ضبطنَاه عن أكثرِ شيوخِنا مثلُ: عِدَه، وعندَ الجَيَّانيِّ: «ما العَضْهُ» مثلُ الوَجْهِ، وقيل: هو السِّحرُ، وقيل: الرَّميُ بالبهتانِ، ومُرادُه به في هذا الحديثِ مفسرٌّ فأغنَى عن غيرِه.

١٦٦٨ - (ع ض د) قوله: «لا يُعضَدُ شَجَرُها» [خ¦١١٢] أي: لا تُقطَع أغصانُها، وأصلُه من قطعِ العَضُدِ.

وقوله: «فأخذَ … بعَضُدِيَّ» [خ¦٧٢٨] هو ما بينَ المِرفَقِ إلى الكتفِ، يقال فيه: عَضُدٌ، وعَضْدٌ، وعُضُدٌ بضمِّهما، وعُضْدٌ، وقولُها: «ملأَ من شَحمٍ عَضُدَيَّ» [خ¦٥١٨٩] قال أبو عبيدٍ: لم تُرِد العَضُدَ وحدَه وإنَّما أرادَتِ الجسدَ كلَّه؛ لأنَّ العَضُدَ إذا سَمِنت سَمِنَ سائرُ الجسدِ، والعَضُدُ أيضاً: القوَّةُ، ومنه قولهم: فتَّ في عَضُدي؛ أي: كَسَرَ من قوتِي وأوهنَنِي، وقيلَ: عَضُدُ الرَّجُلِ قومُه وعشيرتُه، ومن ثَمَّ قيلَ هذا.

١٦٦٩ - (ع ض ل) قوله: «فَيَعضُلُهَا» [خ¦٤٦٠٠] العَضْلُ -بفتحِ العينِ وسكونِ الضَّادِ-: هو منعُ الرَّجلِ وليَّتَه من التَّزويجِ، قال الله تعالى: ﴿فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ﴾ [البقرة: ٢٣٢] وأصلُه التَّضييقُ والمنعُ، يقال منه: عَضَلَ يعضُلُ، ويعضِلُ وعضَّل مشدَّدَاً.

وقوله: «ذو عَضَلاتٍ» جمعُ عضَلَةٍ، وهي لحماتُ السَّاقَينِ والسَّاعدَينِ.

وقوله: «وبها الدَّاءُ العُضَال» بضمِّ العينِ وتخفيفِ الضَّادِ، قال مالكٌ هو هلاكُ الدِّين، قال القاضِي : يقال: داءٌ

<<  <  ج: ص:  >  >>