للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

القُرْقُور أعظم السُّفن، وكذا قاله الحربيُّ، والأوَّل أصوبُ، وهو الذي يقتضِيه مساقُ الأحاديث؛ لأنَّها التي تُصرَف في أمثال ما جاء في الحديث لا الكبار، وقال ابنُ دريد: القُرقُور ضربٌ من السُّفن، عربيٌّ معروفٌ، وقوله: (معروف) يدلُّ على تصوِيب استِعمال النَّاس له، وهم إنَّما يستَعمِلونه فيما صَغُرَ.

١٩٢٨ - (ق ر و) قوله: «فَتَقَرَّى حُجَرَ نِسَائِهِ» [خ¦٤٧٩٣] تَفَعُّلٌ من ذلك؛ أي: تتَبَّع ذلك واحدةً بعد أخرى، يُقال: قَرَوْتُ الأرضَ إذا تتَبَّعتَ أرضاً بعد أرضٍ، وناساً بعد ناس.

١٩٢٩ - (ق ر ي) قوله: «أُمِرتُ بقَرْيةٍ تأْكُلُ القُرى» [خ¦١٨٧١] يعني المدينةَ؛ أي: يفتَح الله على أهلِها ذلك، ويأكلون فَيْئهم، و «القريةُ»: المدينة، وكلُّ مدينة قريةٌ، سُمِّيت بذلك؛ لاجتماع النَّاس فيها، من قرَيْت الماءَ في الحوض؛ أي: جمعتُه.

وقوله: «تَقْرِي الضَّيف» [خ¦٣]، و «اقبَلوا عنَّا قِراكُم» [خ¦٦١٤٠]، و «ما يَقرِيه به»، و «يُقْرَونَ في أرْضِ غَطَفَانَ» قَرَيتُ الضَّيف أَقْرِيه: أطعمتُه، والقِرى -بالكسر مقصور-: ما يُهيَّأ للضَّيف من طعامٍ ونُزُل، قال أبو عليٍّ القاليُّ: فإذا فتَحت أوَّلَه مدَدْتَه.

وقوله: «والاعتِكافُ للقرويِّ والبدويِّ سَواءٌ» «القرويُّ» مَنسوب إلى قرية، وهي المدينة، يريد الحضريَّ والبدويَّ، وقد قصَرت العامَّةُ وأكثَرُ الخاصَّة نِسبةَ القرويِّ إلى ساكن القَيروان خاصَّةً، وهو خطَأ، إنَّما يُنسَب إليها قيروانيٌّ.

فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ

قوله: «وكانَ لا يَسْجدُ لِسُجودِ القَارئ» كذا للجرجانيِّ، وعند غيره: «القاصِّ» [خ¦١٧/ ١٠ - ١٧١١]، وهو أبيَن، ومَحْمَل «القارِئ» على الذي يَقصُّ ويَقرأ للنَّاس.

وقوله في العُمرَى: «قَارِبُوا بَيْنَ أَبْنَائِكُمْ» كذا ضبَطناه على الصَّدفيِّ والخُشنِيِّ بالباء، من المقاربة؛ أي: لا تُفضِّلوا بعضَهم على بعض، وضبطَناه على الأسديِّ: «قارِنوا» بالنُّون؛ أي: سَوُّوهم، وكلُّه بمعنًى، كما قال في حديث النُّعمان: «أكلَّ ولدِك أعطيتَه مثلَ هذا؟ قال: لا، قال: فاردده» [خ¦٢٥٨٦] ورجَّح بعضُهم روايةَ النُّون.

وقوله: «فأخْرَج تَمَراتٍ مِن قَرَنِهِ» كذا رواه الفارسيُّ، وقيَّده الجيَّانيُّ وغيرُه، وهي جَعبة السهِّام تُصنَع من جِلد، وفي رواية العُذريِّ: «من قِربةٍ»، ورواه بعضُهم: «من قُربِه»، وبعضُهم: «من قَرقَرة»، وهي روايةُ ابنِ

<<  <  ج: ص:  >  >>