فمن الافتراقِ، فرَّقت النَّاس وخالَفت بينَ آرائِهم وفتواهم، وأمَّا بالمعجمةِ والباءِ فمن التَّشغيبِ؛ وهو التَّخليطُ، وأمَّا على روايةِ:«تشغَّفت» بتقديم الغينِ على الفاءِ فإن لم يكُن من المقلوبِ ممَّا قدَّمناه فمعناه: عَلِقَت النَّاس وشَغِفوا بها، قال قتادةُ في قوله: ﴿شَغَفَهَا حُبًّا﴾ [يوسف: ٣٠] أي: عَلِقَها، مأخوذٌ من شِغافِ القلبِ، وسنذكرُه في حرفِ الشِّين، ووقعَ في حديثِ الدَّارميِّ في بعضِ النُّسخِ لبعضِهم:«تقشَّع» بالقافِ، وهو وهمٌ، وتقديمُ الفاءِ على الشِّين عندَ بعضِهم أصوبُ.
١٨٧٤ - (ف ش و) قوله: «ضمُّوا فَواشيَكُم» هو كلُّ شيءٍ ينتشرُ من المالِ والصِّبيانِ وغيرِهم.
وقوله:«فشَتْ في ذلك القالةُ»[خ¦٢٥٠٦]، و «أن يفشوَ فيكم»، و «يفشو الإسلامُ»[خ¦٥٦٦]، و «يفشو الزِّنى» كلُّه بمعنَى: يذيعُ وينتشرُ، ومنه قول عمرَ بنِ عبدِ العزيزِ:«وليُفشوا العلمَ … فإنَّ العلمَ لن يهلِكَ حتَّى يكونَ سِرَّاً»[خ¦٣/ ٣٤ - ١٧٩] أي: ينشرُوه ويذيعُوه ولا يكتمُوه، ويخصُّوا به قوماً دونَ قومٍ، ومنه:«يُفشي سِرَّها» أي: يكشفُه ويذيعُه.
الفاءُ معَ الهاءِ
١٨٧٥ - (ف هـ د) قولها: «وإذا دخل فَهِدَ»[خ¦٥١٨٩] أي: هو كالفهدِ، وهو حيوانٌ معروفٌ من حيوانِ السِّباعِ، شبَّهته به تغافلاً وإغضاءً وسكوناً، والفهدُ كثيرُ النَّوم متغافلٌ بطبعِه، وقيل: وثبَ عليَّ وثوبَ الفهدِ، وهو سريعُ الوثوبِ.