وهبٍ: هي السّود الَّتي لا شَعرَ لها، وقيل: هي الَّتي لا شَعرَ عليها، واحتَج هذا بقول ابنِ عمرَ حجة لذلك:«كان رسولُ الله ﷺ يلبس النِّعال الَّتي ليس عليها شَعر»[خ¦٥٨٥١].
وقال الأزهري: كأنها تَسبَّتت بالدِّباغ؛ أي: لانَت.
وقيل: إنَّه من السَّبت، وهو الحلقُ، لحلق الشَّعر عنها، يقال: سَبَتَ رأسه إذا حلَقه، وقد قال بعضُهم: كان يجِبُ أن يقال على هذا: سَبْتيِّة بالفتح، فلم يُرَوْها إلَّا بالكَسرِ.
وقال الدَّاوديُّ: نُسِبت إلى مَوضِع يقال له: سوق السَّبت.
وقوله:«فما رأينا الشَّمس سَبْتاً»[خ¦١٠١٣] أي: مُدَّة، قال ثابتٌ: والنَّاس يحمِلُونه على أنَّه من سَبتٍ إلى سَبتٍ، وإنَّما السَّبت: قطعة من الدَّهر بفتح السِّين، وروَاه القابِسيُّ وعُبدُوس وأبو ذرٍّ لغَيرِ أبي الهيثَمِ:«سبتنا» والمَعرُوف الأول، وكأن هذه الرِّواية محمُولَة على ما أنكره ثابتٌ؛ أي: جمعتنا، وذكَرَه الدَّاوديُّ:«ستّاً» وفسَّره بسِتَّة أيَّام من الجُمعةِ إلى الجُمعةِ، وهو وهمٌ وتصحِيفٌ.
وقوله في مَسجِد قباءٍ عن ابنِ عمرَ:«وكان يَأتِيه كلَّ سبْتٍ»[خ¦١١٩١] ظاهره اليوم المَعلُوم، وقيل: المراد حينٌ من الدَّهر، كما يقال: لكلِّ جمعة وكلِّ شهر، ولم يُرِد يوماً مُعيَّناً، كأنَّه ذهَب إلى ما تقدَّم أن يجعله وقتاً من الدَّهر، وخصَّه بأيَّام الجمعة كما يُقال لها الجمعة، وفيه نظَر.
٢٠١٩ - (س ب ح) قوله: «لأحرَقت سُبُحاتُ وَجهِه ما انتهى إليه بَصَرُه» قيل: نورُ وَجهِه، وقيل: جمالُ وَجهِه، ومعناه: جلالُه وعظمَتُه، قال الحربيُّ:«سُبُحات وَجهِه» نورُه وجَلالُه وعَظمتُه، وقال النَّضرُ بنُ شُميلٍ:«سبحات وجهه» كأنَّه يُنزِّهه ويقول: سبحان وجهه.
وقوله:«سبُّوح قدُّوس» بفتح السِّين والقاف وضمهما، ولم يأتِ فعُّول بالضَّمِّ مشدَّد العين في كلام العرب إلَّا في هذين الحرفَين، وهما بمعنَى: التَّنزيه والتَّطهير من النَّقائص والعيُوب، وقد فسَّرنا «القدُّوس».