وقوله:«لَتعُودنَّ … أَساوِدَ صبّاً» أي: حيَّات، قال أبو عُبيدٍ: الأسود: حيَّةٌ فيها سواد، وهو أخبَث الحيَّات، وقال ابنُ الأعرابي: معناه جماعات، جمعُ سَوادٍ من النَّاس؛ يعني فِرقاً مختلفِين، وتقدَّم تفسير الصَّبِّ في الصَّاد، وهي الَّتي تنهَش، ثمَّ تعود وتنصبُّ للنَّهشِ ثانِيَة.
وقوله:«أنا سَيِّدُ ولدِ آدَمَ» السيِّد الَّذي يفوق قومه، وهي السِّيادةُ والسُّؤدُد، وهي الرِّياسَة والزَّعامة ورفعَةُ القَدرِ؛ لأنَّه ﵇ سيِّد ولد آدم في الدُّنيا والآخرةِ، ومنه قوله ﵇:«قُومُوا إلى سَيِّدِكُمْ»[خ¦٣٠٤٣] أي: زَعِيمِكم وأفضَلِكم، ومنه قوله:«إنَّ ابني هذا سَيِّد»[خ¦٢٧٠٤]، وقيل: هو الحليمُ الَّذي لا يغلبه غضَبه، وسيِّد المَرأةِ: بعلُها، والسيِّدُ أيضاً: العابدُ، والسيِّد: الكريمُ.
وقوله:«الحَبَّةُ السَّودَاء»[خ¦٥٦٨٧] جاء في الحَديثِ تَفسِيرها: «بالشُّونِيز»[خ¦٥٦٨٨]، وحكى الحربيُّ عن الحسَنِ أنَّه الخردَل، وقال ابنُ الأنباري عن بَعضِهم: هي الحبَّة الخضراء، قال: والعربُ تُسمِّي الأخضر أسودَ، والأسوَد أخضرَ، والحبَّة الخضراء: ثمرَة البُطْم، والبُطْم: شجرُ الضِّرْوِ.
وفي الحَديثِ:«ما لنا طَعَامٌ إلَّا الأَسوَدَان» * [خ¦٢٥٦٧] هما التَّمرُ والماء.
وقوله:«يَطأُ في سَوَادٍ، ويَنظُرُ في سَوَادٍ، ويبرك في سَوادٍ … » الحديثَ؛ أي: أن الأعْضاءَ الَّتي تفعَل به هذا سود.
وفي فَضلِ ابنِ مَسعودٍ في حَديثِ سُليمانَ ابنِ حَربٍ في البُخاريِّ:«ومنكم صاحبُ السِّواك أو السِّواد»[خ¦٣٧٤٣] بكَسرِ السِّين، سُمِّي عبد الله بذلك، وبـ:«صاحب النَّعلَين، والمِطهَرة»[خ¦٣٧٤٢] لأنَّه كان يحمِل ذلك مع رسول الله ﷺ في تصرُّفاته، فمتى احتاج إليه وجدَه. وقوله:«السِّواد» بالكَسرِ هو السِّرار، قيل له ذلك لقَولِه له:«إذنكَ عليَّ أن تَرفَعَ الحِجَابَ، وتَسمَعَ سِوادِي».
٢١٢٩ - (س و ر) قوله: «فَكِدتُ أُسَاوِرُهُ»[خ¦٤٩٩٢] قال الحربيُّ: آخذ برَأسِه، وقال غيرُه: أواثِبُه، وهو أشبَه بمساق الحديثِ، قال النَّابغة: