٥٥٢ - (ح ش ي) وقوله: «حَواشي أموالِهم»[خ¦٣٧٠٠] صِغارُها وأدانِيها، وهو حَشْوُها أيضاً.
وقوله:«شَمْلةٌ مَنسُوجةٌ فيها حاشِيتُها»[خ¦٦٠٣٦] وحاشِيةُ الثَّوب طرَفُه، وقد تكون الحاشيةُ هنا: العَلَم، أو تكون عبارةً عن جِدَّتها، وأنَّ حاشِيتَها التي سُدِيت به في مِنوالِها لم تُفصَل منها بعدُ لجِدَّتها، وأنَّها لم تُلبَس بعدُ كما قيل: ثوبٌ لم يُقدَّ شِراكُه، أو يكون من المقلوب، كما جاء في الحديثِ الآخَر:«مَنْسوجٌ في حاشِيتِها»[خ¦٢٠٩٣] أي: لها عَلَم، وهي صفةُ البُردَة والشَّملة على ما فسَّرناه في حرفِ الباء.
وقوله:«ولا يَنْحاشُ من مُؤمِنِها» بالنُّون، ويُروَى:«يَتَحاشَى» بالتَّاء وآخِرُه ياءٌ؛ أي: لا يتَنحَّى ولا يتَورَّع ولا يُبالي، يُقال: حشَى لله وحاشَى لله، ومعناه: معاذَ الله، وأصلُه: من حاشَيتُ فلاناً وحشَيتُه؛ أي: نحَّيتُه، قال ابنُ الأنباريِّ: معنَى (حاشَى) في كلام العرب: أَعْزِلُ وأُنَحِّي، قال: ويُقال: حاشَ لفلانٍ، وحاشَى فلاناً، وحشَى فلانٍ.
فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ
قوله في حديث جابرٍ الطَّويل حين أمرَه النَّبي ﷺ بقَطعِ الغُصنَين:«فأَخذتُ حَجراً فكسرتُه وحشَرتُه، فانْذلقَ فأَتيتُ الشَّجرتينِ فقَطعتُ من كلِ واحدةٍ غُصْناً» كذا رَويناه من جميعِ طرُق مسلمٍ بشينٍ معجمة، ومعناه: رقَّقتُه حتَّى تَحدَّد، حكاه صاحبُ «الأفعال» و «الجمهرة»، وهو معنى قوله:«فانذَلَق»، وذلَقُ كلِّ شيءٍ حدُّه، وجاء في رواية بعضِهم في بعضِ النُّسخ: بالسِّين المهملة، وعليه شرحَه الهرويُّ والخَطَّابيُّ، وبه روياه وفسَّراه؛ أي: قَشَّرتُه، قال الهرويُّ: يعني غصنَ الشَّجرةِ، وردَّ الضَّميرَ في «كَسرتُه وحَشَرتُه» على الغصنِ، وليس يُعطِي مساقُ الكلام وما بعدَه هذا؛ لقوله:«فانذَلَق»، ولذِكرِه بعد هذا إتيانَه الشَّجرتَين وقَطعَه الغُصنَين منهما، ولكن إن صحَّت هذه الرِّوايةُ فيَرجِع ضميرُ «حشَرتُه» و «كسَرتُه» على الحجر