«بناس» بالنُّون «أكثر» بالثَّاء المُثلَّثة، وهو وَهمٌ، والصَّوابُ الأوَّلُ، بدَليلِ آخِر الحَديثِ، وبقَولِه:«فيأتيهم الصَّريخُ … إنَّ الدَّجَّالَ قد خرَج»، فهو تَفسِير البأسِ الأكبر المَذكُورِ.
البَاءُ مع البَاءِ
١١٩ - (ب ب ن) لم يَلتقِ حَرفَان من جِنْس واحدٍ في صَدرِ كَلمةٍ في لسانِ العَربِ المَحضِ عند أهلِ العَربيَّة.
وقد جاء في كتابِ البُخاريِّ قول عمرَ ﵁:«لولا أنْ أتركَ آخرَ النَّاسِ ببَّاناً ليس لهم شيءٌ»[خ¦٤٢٣٥]، وقوله في تَسوِيَة العَطاءِ:«حتَّى يكونوا ببَّاناً واحداً» أوَّلُه باءان بواحِدَة مفتُوحَتان ثانِيهما مُشدَّدة وآخِرُه نُونٌ، وفسَّره ابنُ مَهديٍّ فيه:«أي: شيئاً واحداً»، وقال غيرُه: معناه الجَمعُ، كقَولِه:«باجاً» في الرِّواية الأُخرَى؛ أي: جماعة، وهو بمعنَى ما تقدَّم.
وأنكَرَه أبو عُبيدٍ، وقال: لا أحسبه عربيّاً.
وقال أبو سَعيدٍ الضَّريرِ: ليس في كلامِ العَربِ: ببَّان، والصَّحيحُ: بيَّان، الثَّانية ياء باثنتَين تحتَها؛ أي: لأسَوِيَّن بينهم حتَّى لا يكون لأحدٍ فضل على أحدٍ، قال: ويقال لمن لا يُعرف: هَيَّانُ بن بَيَّان.
وردَّ الأزهريُّ قول أبي سَعيدٍ، وصحَّح الرِّوايةَ كما جاءَت، وقال: كأنَّها لُغَة يمانِيَّة لم تَفْشُ في كَلامِ معَدٍّ.
وصحَّح اللَّفظةَ أيضاً صاحبُ «العين»، وقال: ممَّا ضُوعِفت حرُوفه: هم على ببَّان واحدٍ؛ أي: طريقَةٍ واحدَةٍ.
وقال الطَّبريُّ: هو العدُوم الَّذي لا شيءَ له، فمعناه: أترُكُهم سواء في الحَاجةِ على قَولِه.
واختُلِف هل النُّون فيه زائدة ووَزْنه فَعْلَان، أو أصلِيَّة ووَزْنه فعَّال.
البَاءُ مع التَّاءِ
١٢٠ - (ب ت ت) قوله: «نهَى عنها ألبتَّةَ»[خ¦٤٢٢٠]، و «بتَّ طلاقي»[خ¦٥٢٦٠] أي: قطَع، و «أَبِتُّوا نكاحَ النِّساءِ» أي: قطَعوا العملَ بذلك، وصَدَقةٌ بتَّة؛ معناه قَطعاً وفَصْلاً، يقال منه: بتَّ وأبتَّ، وكذلك أيضاً معنَى قَولِه:«بَتْلَة» أي: قطعاً، ومنه قوله:«لا صيام لمن لم يَبُتَّ الصِّيامَ» أي: يُبيِّته من اللَّيلِ ويَقطَع نيَّته عليه.