شُريحٍ:«لا تُضمَن -يعني الدَّابةَ- ما عَاقَبَت أن تضرِبها، تَضرِبُ -بسببِ ذلك- بِرِجلِها»[خ¦٨٧/ ٢٩ - ١٠٢٦٥] وهو كلامٌ صحيحٌ، ومعنى «عاقَبَت» هنا؛ أي: فعَلَت ذلك من أجلِ فعلِك بها، كما فسَّرناه قبلُ في معنَى العقابِ، وعندَ ابنِ السَّكنِ:«إلَّا أن تَضْرِبها» وهذا صحيحٌ على مذهبِ مالكٍ وجماعةٍ غيرِه، وليس هو مذهبَ شُريحٍ، ومذهبُ شُريحٍ أنَّه لا يُضْمَن بوجهٍ، ورواه بعضُهم:«إذا عاقَبَت أن تَضرِبها» أي: إذا لم تَضرِبها، نحو روايةِ ابنِ السَّكنِ، وكلُّه وهمٌ لما قد ذكرناه من مذهبِ شريحٍ المعلوم.
وفي تسويةِ الصُّفوفِ:«كان رسُول الله ﷺ يُسوِّي صُفُوفَنَا … حتَّى رأى أنَّا عَقَلنا عنه» كذا لهم، أي: فهِمنا، وعندَ ابنِ الحذَّاءِ:«غَفْلنا» وهو وهمٌ.
وفي ديةِ العبيدِ قوله:«القِصاصُ بين العبيدِ في قطعِ اليدِ والرِّجلِ، وأشباهِ ذلك بمَنزِلَته في العَقل» كذا لابنِ وضَّاحٍ، وبعضِ رواةِ يحيى، وفي كتبِ كثيرٍ من شيوخِنا، ورواه المهلَّب وابنُ فُطَيسٍ وابنُ المشَّاطِ:«بمنزلتِه في القَتْلِ» وهو صحيحٌ في روايةِ عبيدِ الله، وهو الصَّوابُ.
العينُ مع السِّينِ
١٦٨٤ - (ع س ب) قوله: «نهَى عن عَسْبِ الفَحلِ»[خ¦٢٢٨٤] بفتحِ العينِ وسكونِ السِّينِ؛ هو كِراءُ ضِرابِه، والعَسْبُ نفسُه: الضِّرابُ، هذا قولُ أبي عُبيدةَ، وقال غيرُه: لا يكونُ العَسْبُ إلَّا الضِّرابَ، والمرادُ: الكِراءُ عليه، لكنَّه حذفَه وأقامَ المضافَ إليه مقامَه كما قال: ﴿وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ﴾ [يوسف: ٨٢] وقيل: العَسْبُ: ماءُ الفحلِ.
وقوله:«متَّكِئٌ على عَسيِبٍ»[خ¦٤٧٢١]، و «جعلتُ أتتبَّعُه -يعني القرآنَ- في اللِّخَافِ والعُسُب»[خ¦٤٩٨٦] جمعُ عسيبٍ؛ وهو سَعفُ النَّخلِ؛ وهي الجريدُ؛ وهو عودُ قُضْبانِ النَّخلِ، كانوا يكشِطُون خُوصَها ويتَّخذونَها عِصيَّاً، وكانوا يكتبون في طرفِه العريضِ منه، وتقدَّمَ تفسيرُ اللِّخافِ.
١٦٨٥ - (ع س ر) قوله في بعضِ الرِّواياتِ: «كنتُ أقبلُ الميسُورَ وأتجاوزُ عن المعسُورِ» قال أبو عبيدٍ: هما مصدرانِ، ومثلُه: ما لَه مَعقُولٌ؛ أي: عقلٌ، وحَلَفتُ مَحلُوفاً، ومعناه عن ذِي اليُسرِ، وذيِ العُسرِ، كما قال في الحديثِ الآخرِ:«المعسرُ … المُوسرُ»[خ¦٢٠٧٧].
و «غزوةِ العُسْرةِ»[خ¦٢٢٦٥] بضمِّ العينِ وسكونِ السِّين المهملةِ هي غزوةُ تبوكٍ، وأمَّا «غزوةُ العُشَيرَة»[خ¦٦٤/ ١ - ٥٨٧٢] فغزوةُ بني مدلجٍ،