ما بَدَا منه من مَأْبِضِ الذِّراع إلى المَفْصِدِ، وقيل: الأكْحلُ من النَّاسِ، والأَبْجلُ من الدَّوابِّ، وهذا الحديثُ يرُدُّ عليه.
١٢٩ - (ب ج س) قوله في حَديثِ أبي هريرَةَ ﵁: «فانْبَجَستُ منه» بباء بواحِدَة بعد النُّون، ثمَّ الجيم وسين مهملة، كذا لابنِ السَّكن والحَمُّوييِّ وأبي الهيثَمِ، وعند الأَصيليِّ:«فانْبَخَست منه» بالخاء المُعجَمة، وكذا لأبي الحسَنِ القابِسيِّ والنَّسفيِّ والمُستَملي، قال بعضُهم: وصَوابُه: «فانْخَنسْتُ»[خ¦٢٨٣] بنُونَين اثنتَين بينهما خاء مُعجَمة؛ أي: انقَبَضت عنه وتأخَّرت، وأمَّا انبَجَست بالباءِ والجيمِ فمن الانفِجَار، وانبَخَسْت بالباء والخاء من النَّقصِ أو الظُّلمِ، وهو بعيدُ المعنَى من هذا.
قال القاضي ﵀: لكن قد يُمكِن أن يُتخرَّج لروَايةِ الجيمِ وجهٌ من قَولِهم: بجَسَ الشَّيءَ؛ إذا شَقَّه، وانبَجَس هو في ذاته، قالوا: ولكن لا يُستَعمل ذلك إلَّا مع خرُوج مائعٍ منه، فكأنَّ انفِصالَه منه من هذا، ومِثلُه في الحَديثِ الآخَرِ:«فانْسَللْتُ منه»[خ¦٢٨٥].
١٣٢ - (ب ح ح) قوله: «وأخذتْه بُحَّةٌ»[خ¦٤٤٣٥] بضمِّ الباء كذا ضبَطْناه، وهو عدَمُ جهارَةِ الصَّوتِ وحدَّته، وهو البَحَحُ.
١٣٣ - (ب ح ر) في حَديثِ ابنِ أُبَيٍّ: «لقد اصطَلحَ أهلُ هذه البَحْرَةِ»[خ¦٦٢٠٧] بفَتحِ الباء وسُكونِ الحاء، ويقال:«البَحِيرة» أيضاً بفَتح الباء وكَسرِ الحاء، ويقال:«البُحَيرة»[خ¦٤٥٦٦] على التَّصغير؛ يعني المَدينةَ، والبَحْرةُ الأرضُ والبَلدُ، قال لي ابن سراج: ويقال: البَحِيرة أيضاً بفتح الباء وكَسرِ الحاء، والعربُ تُسمِّي القُرى البِحار، وقد قيل: إنَّه المُراد بقَولِه تعالى: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ﴾ [الروم: ٤١] إنَّها الأمصار، وقيل: هو على وَجهِه.
وفي الحَديثِ الآخَرِ:«ثمَّ اعمَلْ من وَراءِ هذه البِحارِ»[خ¦١٤٥٢] أي: البلاد، وفي الحَديثِ الآخَرِ:«وكتبَ لهم ببَحْرِهم»[خ¦١٤٨١] أي: ببَلدِهم، وقال الحربيُّ: البَحْرة دون الوَادِي وأعظَمُ من التِّلْعةِ، وقال الطَّبريُّ: