وقوله في صِفَة النَّبيِّ ﷺ في شِعر حسَّانَ في مُسلمٍ:«بَرَّاً تقيَّاً» أي: مخلِصاً من المَأثَم، ويكون «برّاً» هنا أيضاً كثير المَعرُوف والإحْسَان، يقال: رجل بَرٌّ وبارٌّ إذا كان ذا نَفعٍ وخَيرٍ وبرٍّ بأبَوَيه، قال الله تعالى: ﴿وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ﴾ [مريم: ١٤]، وبارٌّ أيضاً، وسَمَّى الله تعالى نَفسَه «برَّاً»، قيل: معناه خالِق البِرِّ، وقيل: العطُوف على عِباده المُحسِنُ إليهم.
وقوله:«لو أقسَمَ على الله لأبرَّه»[خ¦٢٧٠٣] أي: أمضَى يمِينَه على البِرِّ وصَدَّقها، وقضَى بما خرَجت عليه يَمِينه، وقد سبَق ذلك في عِلْمه كإجابة ما دعا به، يقال: أَبْرَرْتَ القسَم إذا لم تخالِفْها وأمضَيتَها على البِرِّ، وقيل: معناه لو دعا اللهَ لأجابَه، ويُقالُ في هذا أيضاً: برِرْتَ القَسم، وكذلك أبرَّ الله حجَّه وبرَّه، وبرِرْتَ في كَلامِك، وبرَرْت معاً، والبَرُّ ضِدُّ الكِنِّ، وينطِق العربُ به نكِرَة، يقولون: خرجت بَرَّاً، والبُرُّ القَمحُ، والبَرير بفتح الباء ثمرُ الأرَاكِ.
١٥٤ - (ب ر ز) قوله: «إذا أرَادَ البَراز»، و «خرُوج النِّساءِ إلى البَرازِ»[خ¦٤/ ١٣ - ٢٥٧]، «وقال هشامٌ: يَعنِي البَرازَ»[خ¦١٤٧] كلُّه بفتح الباء وآخِرُه زاي، وهو كِنايةٌ عن قَضاءِ حاجَة الإنسانِ من الغَائطِ، وأصلُه من البَرازِ، وهو المُتَّسعُ من الأرضِ، فسُمِّي به الحدَث؛