في حديثِ موسى:«إنَّه لَنَدْبٌ بالحَجرِ»[خ¦٢٧٨] كذا رويناه عن بعضِهِم، وكذا يقولُهُ المحدِّثون بسكونِ الدَّالِ، والصَّواب فتحُ الدَّالِ، وكذا قيَّدناه عن الأسَديِّ والصَّدَفيِّ. النَّدَبُ: أثرُ الجرحِ والضَّربِ إذا لم يرتفعْ عن الجِلْدِ، وجمعه: نُدوبٌ وأندابٌ وقيل: النَّدَبُ جمعٌ، واحده نَدَبَةٌ، وأمَّا ساكِنُهُ فبمعنى الحضِّ والدُّعاءِ للشيءِ.
وقوله:«انْتدبَ الله لمن جاهدَ» ذكرنَاه والخلافَ فيه في الهمزة.
وفي حديثِ: ما ندَّ من البَهائِمِ: «أي: ما أعجَزَكَ، فهو كالنَّدِّ» كذا عند الجُرجانيِّ، ولغيرِهِ:«فهو كالصَّيدِ»[خ¦٧٢/ ٢٣ - ٨٢٠٢] وهذا أبيَنُ، ويصحُّ معنى الآخرِ على مثلِ السَّاقطةِ في البئرِ والمَهواةِ من الأنعامِ؛ فلم يُقدَر على ذبحِهَا إلَّا بالطَّعنِ في غيرِ موضعِ ذَكَاتِهَا، فهو ما اختَلَفَ الفقهاءُ فيه، فمنهم مَن جعلَهُ كما ندَّ من البهائمِ على مذهبِهِ، ومنهم مَن لم يُجزْ أكلَه إلَّا بذبحِهِ أو نحرِهِ في مكانِ الذَّكاة.
وقوله:«لا يدَعُ شاذَّةً ولا نادَّةً» كذا جاء بالنُّونِ عند القَابِسيِّ في حديثِ القَعْنبيِّ، ولغيرِهِ:«فاذَّةً»[خ¦٢٨٩٨] بالفاءِ وهو المشهورُ، وللأوَّلِ وجْهٌ، وعند المَروَزيِّ في حديثِ قُتيبةَ في غزوةِ [خيبر]: «قادَّة» بالقافِ والدَّالِ المهملةِ، وقال الأَصِيليُّ: كذا قرأه أبو زيدٍ وضبطَهُ في كتابِهِ، ولا وجْه له.
وقوله في تفسير: ﴿وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى﴾ [الحج: ٢]. وفي باب: ﴿وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ﴾ [سبأ: ٢٣]«يقول: يا آدمُ، فيقول: لبَّيكَ وسعدَيكَ، فيُنادِي بصَوتٍ» كذا لأكثرِ الرُّواةِ بكسرِ الدَّالِ، وعندَ أبي ذرٍّ:«فيُنادَى»[خ¦٧٤٨٣] بفتحِهَا على ما لم يُسمَّ فاعلُهُ، وهو أبينُ وأرفعُ للإشكالِ، وإنْ كانت الرِّوايةُ الأولى إلى هذا تُصْرَفُ، وأنَّ المنادي بالصَّوتِ غيرُ الله، وأُضيفَ إليه، إذ هو عن أمرِهِ، إذ كلامُ الله ليس يشبِهُ كلامَ البشرِ، ولا هو صوتٌ، ولا حرفٌ.
وفي (بابِ اسمِ الفرسِ والحمارِ) في حديثِ الصَّيد: «فأَكَلوا فنَدِمُوا»[خ¦٢٨٥٤] كذا لرِّواةِ، وعند الجُرجانيِّ هنا:«فقدِمُوا» والأوَّل أبينُ، وقد يكون للقافِ وجْهٌ؛ أي: قَدِمُوا على النَّبيِّ ﷺ، بدليلِ ما بعدَه.
وقوله في كتابِ مسلمٍ في الهجرةِ:«راعٍ لرجلٍ من أهلِ المدينةِ» * [خ¦٣٦١٥] قيل: صوابُهُ: «من أهلِ مكَّة» * [خ¦٣٦٥٢] وكذا جاءَ في البخاريِّ من روايةِ إسرائيل.