للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٥٧٤ - (خ ب ث) وقوله: «لا داءَ ولا خِبْثَةَ» [خ¦٦٩٨٠] بكسرِ الخاءِ: هو ما كان غيرَ طيِّبِ الكسبِ والأصلِ، وكلُّ حرامٍ خبيثٌ؛ قال الله تعالى: ﴿وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ﴾ [الأعراف: ١٥٧]، وقيل: الخِبثةُ هنا: بيعُ أهلِ العهدِ، وقيل: الخِبثةُ هنا: الرِّيبةُ من الفُجورِ.

وقوله: «أعوذُ بكَ من الخَبيثِ المُخبِثِ الشَّيطانِ الرَّجيمِ» هو خبيثٌ في نفسِه يحمِلُ النَّاسَ على الخُبْثِ، و «الخبيثُ» النَّجسُ، ومنه: «لا يصلِّي وهو يدافِعُ الأخبثَين» يعني البولَ والغائطَ، و «المخبِثُ» الذي يُعلِّمُ النَّاسَ الخُبثَ، وقيل: الذي يصحَبُ الخُبثاءَ، وأعوانُه: خبثاءُ، والخُبْثُ بالسُّكونِ: الزِّنا والشَّرُّ والكفرُ.

و «الخبيثُ» الرَّديءُ من كلِّ شيءٍ، ومنه قولُه تعالى: ﴿وَلَا تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ﴾ [البقرة: ٢٦٧]، ومنه: «إذا كثُرَ الخَبَثُ» [خ¦٣٥٩٨] هو هنا: بفتحِ الخاءِ والباءِ، وقد رواه بضمِّ الخاءِ وسكونِ الباءِ بعضُ رواةِ «الموطأ» [خ¦٣٣٤٦]، و «الخَبَثُ» بالفتح أصحُّ، قيل: يريدُ به الزِّنا والفُسوقَ، وقيل فيه: خِبْثةٌ أيضاً، وقيل: يريدُ أولادَ الزِّنا، وقد جاءَ مفسَّراً في حديثٍ آخرَ: «ويكثُرَ الزِّنا» [خ¦٥٢٣١]، و «الخبيثُ» الكريهُ الطَّعمِ أو الرَّائحةِ، ومنه في قَليبِ بدرٍ: «خَبِيثٍ مُخْبِثٍ» [خ¦٣٩٧٦]، ومنه: «من أكلَ من هذه الشَّجرةِ الخبيثةِ»، ومنه: «هو يُدافِعُه الأخبَثانِ».

وفي الحديثِ: «أعوذُ بكَ من الخُبْثِ والخبائثِ» [خ¦١٤٢] أكثرُ الرِّواياتِ فيه بالسُّكونِ، وفسَّرَه أبو عُبيدٍ بالشَّرِّ، وفسَّرَه الأنباريُّ أنَّ «الخُبْثَ» الكفرُ، و «الخبائثَ» الشَّياطينُ، وقال الدَّاوديُّ: «الخُبْثُ» الشَّيطانُ، و «الخبائثُ» المعاصي كلُّها، وقال غيرُه: إنَّما هو «الخُبُث» بضمِّ الباءِ، جَمعُ: خبيثٍ، استعاذَ من ذكورِ الجنِّ وإناثِهم، ورجَّحه الخَطَّابيُّ وغلَّطَ غيرَه، والوجهان ظاهران، وقد يكون المعنيُّ به أنَّه استعاذ من الخُبْثِ نفسِه وهو الكفرُ، ومن سائرِ الأخلاقِ الخبيثةِ، وهي الخبائثُ.

وفي: «المدينةُ … تنفِي خَبَثها» [خ¦١٨٨٣] بفتحِ الخاءِ والباءِ؛ أي: رديئَها.

وقوله: «كخبَثِ الحديدِ» [خ¦١٨٧١] الذي مُثِلَ به هو رديئُه الذي تُخرجُه النَّارُ عن خالصِه وتُصفِّيه، ومنه: «وأخبَثُ اسمٍ عندَ الله» [خ¦٦٢٠٦] أي: أردؤُه وأرذلُه، معناه: صاحبُه.

وقوله: «وإلَّا أصبحَ خبيثَ النَّفْسِ» [خ¦١١٤٢]، و «لا يقولَنَّ أحدُكم خبُثَتْ نفسي» [خ¦٦١٧٩] هو تغيُّرُ النَّفسِ وكسَلُها وقلَّةُ نشاطِها أو غَثَيانُها أو سوءُ خلُقِها.

وفي كتابِ الطِّبِّ: «بابُ: شربِ السُّمِّ والدَّواءِ به، وما يُخافُ منه: والخبيثُ» [خ¦٧٦/ ٥٦ - ٨٦٠٠]

<<  <  ج: ص:  >  >>